غزة.. والمواقف العُمانية

 

جابر حسين العُماني

Jaber.alomani14@gmail.com

 

المُتأمل في أخبار العالم العربي والإسلامي، يرى وبوضوح تام، ارتفاع مُؤشرات الظلم والجور، وسفك الدماء، والقتل والتعذيب، وانتهاك حقوق الإنسان، وهو ما تبثه المحطات الإعلامية والإخبارية العالمية والمحلية، التي تنقل الحدث بالصورة والصوت لما يحدث على أرض غزة الجريحة، من جرائم حرب يرتكبها الاحتلال الصهيوني الغاشم، والإبادة من قتل النساء والأطفال المدنيين العزل الذين لا ذنب لهم سوى أنهم يعيشون على أرض الكرامة والعزة فلسطين.

ومن أسوأ ما تتناقله الأخبار العالمية حول المجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني الغاشم، هو كشف وفضح مشاركة بعض الجنسيات العربية والإسلامية وانتسابهم إلى صفوف الجنود الصهاينة، ضد القضية الفلسطينية العادلة، حيث إنِّهم ينسبون ما يقومون به إلى الإسلام الحنيف والجهاد الشريف، والإسلام بريء منهم براءة الذئب من دم يوسف، ومن توجهاتهم الفكرية الضالة والمضلة، والتي في حد ذاتها تجعلنا اليوم أمام علامات استفهام كبيرة تجاه بعض الأفكار والثقافات العربية والإسلامية الجديدة القادمة من الخارج، والتي مع الأسف باتت تؤسس لانتهاك حياة الإنسان، وإسقاط حقوقه، وعدم الاعتراف به، وبقيمته الإنسانية في الحياة، وذلك بسبب الاختلاف السياسي أو العرقي أو الديني، مُتناسين أن الله تعالى كرم الإنسان وفضله على المخلوقات حيث قال: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ، وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا﴾.

اليوم هناك مسؤوليات جسيمة تقع على عاتق الحكومات العربية والإسلامية، وعلى أحرار الشعوب الأبية، تجاه ما يحصل من انتهاكات على الأراضي الفلسطينية، فقد جاء في وصيّة خليفة المسلمين العادل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب لولديه الحسن والحسين "كُونَا لِلظَّالِمِ خَصْمًا وَلِلْمَظْلُومِ عَوْنًا"، وعلى غرار ذلك فهناك من الدول التي قدمت المواقف المشرفة والناصرة للقضية الفلسطينية، والتي عكست الدور الإيجابي والحضاري تجاه نصرة المظلومين على الأراضي الفلسطينية، وهنا أذكر أبرز ما قامت به الحكومة العُمانية الرشيدة وشعبها العُماني الأصيل تجاه ما يحصل لغزة وأهلها الكرام ونذكر الآتي:

  • أولًا: أدانت الحكومة العُمانية الحرب الظالمة التي شنها الكيان الصهيوني الغاصب على غزة وأهلها بأشد عبارات الإدانات والشجب والاستنكار.
  • ثانيًا: صرح معالي السيد وزير الخارجية العُماني أن حركة حماس مقاومة وليست إرهابية، وهو تصريح نابع من الحكمة العُمانية الأصيلة.
  • ثالثًا: ألغت سلطنة عُمان أية مراسم احتفالية مثل الاحتفال بيوم المرأة العُمانية وغيرها من المناسبات؛ تضامنًا مع الشعب الفلسطيني المظلوم وما يحصل له من ويلات ومآسٍ وفوادح.
  • رابعًا: صرّح سماحة المفتي العلامة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي- حفظه الله- في أكثر من بيان، قائلًا: إننا نقف مع غزة وفلسطين والمقاومة ضد الكيان الغاشم، ودعا الله تعالى قائلا "وفق الله المقاومة الفلسطينية الباسلة في دفاعها عن حقوقها المشروعة، واستبسالها في مواجهة العدو الغاشم المحتل، سائلين لها الله النصر العزيز والفتح المبين".
  • خامسًا: خرج أهل عُمان في مظاهرات ومسيرات سلمية وتضامنية مع أهل غزة الكرام ما بين مطالب بوقف المجازر والداعي لأهل غزة بالنصر المؤزر المبين.
  • سادسًا: وقوف الإعلام العُماني بأدواته المختلفة، وبكل ما لديه من إمكانيات لنقل مُعاناة أهل غزة الكرام.
  • سابعًا: أدى المصلون في أنحاء عُمان صلاة الغائب في 3 جمع مباركة، رافعين أكفهم إلى الله تعالى داعين لإخوانهم بالنصر والخلاص من جرثومة الصهاينة اللئام.
  • ثامنًا: اهتم الشعب العُماني بجمع التبرعات للمساهمة برفع معاناة المظلومين في غزة العزة والصمود.
  • تاسعًا: الاهتمام بالدعوة المستمرة للشعب العُماني لمقاطعة البضائع التي لها صلة بالعدو الصهيوني.

وما زالت المواقف العُمانية تتوالى من أجل نصرة المظلومين في غزة الصمود والشموخ، وهو أقل ما يجب تقديمه من أجل نصرة القضية الفلسطينية العادلة، من خلال الدولة العُمانية المباركة وشعبها الأصيل، فهل ستنتهج بقية الدول العربية والإسلامية النفس العُماني الغيور في نصرة المستضعفين، خصوصًا تلك الدول التي لم يسمع لها حسيسا ولا نجوى حتى الآن في نصرة المسلمين في غزة، تطبيقًا لقول رسول الله صلى الله عليه وآله، وسلم "مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى"، وقال صلى الله عليه وآله، وسلم "مَنْ أصبح لا يَهْتَمُّ بِأُمورِ الْمُسْلِمينَ فَلَيْسَ مَنْهُمْ، وَمَنْ سَمِعَ رَجُلًا ينادي يا لَلْمُسْلِمينَ، فَلَمْ يُجِبْهُ فَلَيْسَ بِمُسْلِمٍ".

إنَّ المطلوب اليوم من الحكومات العربية والإسلامية وشعوبها المشاركة الفاعلة في نصرة فلسطين المحتلة وغزتها الأبية، بالإمكانيات المتاحة للجميع، وأنت أيها القارئ الكريم عليك أن تُعبِّر عن اهتمامك بنصرة القضية الفلسطينية، ولو بمنشور أو بدعاء أو صلاة أو ما تستطيع إليه سبيلًا.