ضجيج الحمقى

 

عائض الأحمد

 

هناك أوقات يعلو فيها الضجيج وتتداخل الأصوات وتعم الفوضى جميع الأوساط، حينها يعتقد البعض أن الظواهر الصوتية قد تجلب له الدعم وتجعله فى مقدمة القوم وكلما زاد "الرتم" تساقطت الأوراق الخضراء وحل الخريف مسرعًا على ربيع قوم لم يهنأ لهم دار أو تقف لهم أحزان بفعل هذا الجار وبعض أهل الدار.

حينما يأخذك الحلم إلى منطقة لا علاقة لك بها غير هذه "الهبة" التي منحتك حقاً يرفضه العقل والمنطق ويسبر أغواره العالمون ببواطن الأمور رافضين شرعه وحكمه، وأنت فى كل زمان ومكان تهذي كالمغشي عليه أو من تلبسه الشيطان من المس، فتارة "أنتم أحبتي" وتارة "من قال لكم ومن خولكم بالحديث عن قصتي وتتبع سيرتي فأنا الأول والثاني والثالث"، ربما مر مرور كرام لم نعرفهم أبدًا.

حينما تنصب هالتك وكل قدراتك معتقدًا أنك "حبة الرمان" وآخر عناقيد العنب التي لو وزعت على أهل الأرض لكفتهم، فأنت تنظر بمكبر يخدعك ولم تشأ النظر بعين مجردة تقول لك أنت أصغر مما ظننت فجنيت على من حولك ذلة وروعة وبسطة صوتية لم تتجاوز الحناجر، الخذلان ليس أقدام جاهل لم يحسب لخطواته ثم ينعق صباح مساء ياقوم إنى أغرق.

الخذلان صنيعة "فاجرٍ" يعلم عواقب ما يسميه جرأة وفي باطنه تهلكة تتملكه فمن يوقفه؟ من يدعوه لها لحاجة في نفس يعقوب لا تخفى على من يملك بصيرة.

"الضدية" ليست أين تقف ومع من؛ فالنثر يقال وكذا الشعر، كلها ألوان تسعدنا، فاختر ما تشاء، فالضرورة لن توقف صوت الشامتين ولن تأخذ صراخ الباغين وكأنه حق سنحشر به يوم الدين.

وجه العملة لم يكن شعارًا فقط، فاحفظ وجهك أنت ولا تجعل منه شعارًا يردده "حثالة" القوم في مأزقهم ثم ينثروا الورود في ساعات الصفاء ويترحموا على ذريتك من بعدك.

العالم يسير خلف مصالحه ولم يعد كما يتصوره مؤرخو القرون الوسطى، فإما أن تمضي قدمًا أو تعود وحيدًا تندب حظك وتلعن ساعات الظلام وأنت تحمل الشموع في يديك، وإن كانت متسخة.

ختامًا.. لن يأتيك الألم من شخص لم تحبه يومًا.

شيء من ذاته: التفسير الوحيد يعقبه حكم مطلق ويرافقه سوء نية حتمي.

نقد: أربأ بنفسي عن شرح مقصدي ومبتغاي لمن لا يريد أن يفهم.