إبادة جماعية في غزة

‏راشد بن حميد الراشدي **

غزة تستغيث.. غزة تصرخ.. غزة تُباد.. إنها حرب صليبية كاملة لا هوادة فيها أمام مرأى العالم، والكل يشاهد الفتك بالإنسان الفلسطيني، وقد دُفنت الضمائر تحت أنقاض الركام، لا صدى لأمة عربية ولا صوت لأمة إسلامية ولا ضمير للعالم أجمع!

سكوت وأقنعة مزيفة كاذبة، وعُزل يبادون، دون سبب، سوى أنهم استبسلوا لرد حقوقهم وأرضهم، وكان جزاؤهم مئات آلاف من القنابل الغادرة من مجرم حرب لا يرى أمامه إلّا طغيانه وجبروته، مُتناسيًا أن قدرة الله فوقه وأن نصر الله قريب.

ماذا فعل الأبرياء والاطفال والنساء والعجزة لكي يبادوا بطرق وحشية؟ ومن سوغ للمجرمين ذلك إلّا حلفاءهم وبدعم تام من أم الشياطين الولايات المتحدة الأمريكية، راعية الإرهاب العالمي، والتي تصول اليوم وتجول من أجل حماية الظالم.

أين العرب وأين أمة محمد صلى الله عليه وسلم وأين العالم من هذا المجرم المتغطرس نتنياهو بآلته الحربية المُدججة بأحدث المعدات والتقنيات والقنابل؟

نتمنى اليوم على الأقل وقف هذا المتغطرس عند حده، نتمنى صرخة من العالم أجمع: قف فقد أفنيتَ أمةً.. قف فقد تماديتَ في طغيانك.. قف فقد فجرت أيها الفاجر الملعون.

اليوم.. يجب على جميع الشعوب أن تقول كلمة الفصل لهذه الفئة الضالة الظالمة وتوقفها عند حدها، وتحاكم طغاتهم كمجرمي حرب، لم يرَ التاريخ لهم مثيلَا.. قاتلهم الله.

اليوم.. يجب على الأمة العربية أن تتحد وتنسى خلافاتها ومصالحها مع مثل هؤلاء الذين يُعلنون العداء جهارًا نهارًا ونحن نُساندهم بالخضوع لمآربهم القذرة كقذارتهم، ولن يغفر الله لنا إنْ سكتنا ولم نقل كلمة الحق التي يجب أن يبلُغ صداها العالم بأسره، وإن سكتنا فالدائرة علينا ولن نجد غدًا من يسمعنا، فقد تعامينا عن بني جلدتنا لصالح مجرمين قتلة الأطفال، لا يُعرف لهم أصل ولا موطن، سوى التيه في الأرض.

يا ضمائر الأحرار والعروبة والإسلام.. أما آن لكم أن تنتفض ضمائركم وتصحوا من سباتكم، بعد هذا العار- وأي عار- قتلٌ وحشي لم يَسمع به أحد، وفساد في الأرض وحرق للحرث والنسل.

يا ضمائر العالم الميتة، لن ينفعكم هذا السبات؛ فطبول الحرب تُقرع اليوم، علينا لا على فلسطين فحسب، فاستعدوا لما لا طاقة لكم به!

قفوا صفًا واحدًا كالبنيان المرصوص؛ فاليوم يومكم، والغد غدكم، ولن ينجو أحد، إلّا بكلمة التقوى والثبات على الحق؛ ففي اتحادكم قوة وشكيمة وبأس على الكافرين، والله غالب على أمره، ولن يصلح هذا الدهر إلّا ما أصلح أوله، ولا مجال اليوم للخونة والعملاء بين العرب، وستظل راياتنا مرفوعة، فلا مجال للبكاء والعويل، وإنما المجال للنصر والتمكين.

إن غزة تُباد.. فهل من مُنتصر لها؟

غزة تُباد.. فهل من ضمير حر يُغيثهم ويزمجر في وجه العِدا؟

بلى؛ ففي أُمّة مُحمَّد الخير كله، وإنَّ غدًا لناظره قريب.

اللهم إنا استودعناك أهلنا في غزة وفلسطين؛ فاحفظهم وأرحمهم واغفر لشهدائهم، واجعل النصر حليفهم، وأيقظ ضمائر المسلمين.. اللهم آمين.

** عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية