هل رأيتم أشد بأسًا من أهل غزة؟!

 

 

 

ماجد المرهون

 

أبو عبيدة قال والحق ماقال أبو عبيدة

 

لن يُصعر الخد الأيمن للمُعتدي بعد أن شُلَّت اليد الطولى منذ زمن برليف، وسُرحت اليد المقيدة لتزلزل الشحن الديني الملطخ بالزيف حين تخترق القاصفات سَربًا كالحيتان درع سبتهم الشفيف وهم في جحورهم ولاتطالها أيديهم تحت قبة الطيف، ويد الله ليست مغلولة "غُلَّت أيديهمْ ولُعنوا بما قالوا".

لقد استكره المُتبختر الغاصب الحليم الغاضب على تسريع يوم التحاسب وقد حان بالفعل لا بالقول وجاء بغتةً متعاقبًا وعلى التناوب؛ لا ينطق مرعبُهم عبثًا إلا وصب غضبهِ من أنفاقِ اللظى فوق زُخرفهم المزعوم لتذكرهم إذا نسوا بالطود المُتجلي على الفارين بعد العبور ولكن قليلٌ منهم من قتل نفسه "وقليلٌ من عِباديَ الشكور".

السامري آلَ إلى زوالٍ وعِجلِه ذي الخوار من زينة القوم حُرِّق وخار ونُسف في اليَّم وقُذَّ معه العار، والعودة الى أربعين التيه في الألفية الجديدة قادمة لا محالة وكأنَّ موسى أوصى بها قريبًا "ولا يحيقُ المَكر السيئ إلا بأهلهِ".

ليس الأحرار أشد حرصًا على حياةٍ بقدر الفُجَّار، الذين تغولوا مايخشون خسارته ظلمًا وبهتانًا جهارًا ونهارا، فينفثون فحيحهم بحقهم الزائف ويقتلون بجُبنهم النساء والأطفال غيلةً ويهدمون الدار ويهتكون العرض ويفسدون الأرض والثِمار ثم يعلنوها بافتخار.

نعلم أن معظمهم ملحدون ولا أدريون ولست عليهم بمحزون، ولكنهم يؤمنون جدًا أن الرب وعدهم بأرض كنعان، وفي ذلك التمويه اجتماع صلف للنقيضين، ولن ينطلي الزيف والتزوير على ذوي الحق مهما تطاولت الأزمان، ورحم الله البسطاء من المسلمين الوادعين الذين تعايشوا مع الجميع في قرية الشيخ مونْس والتي طمست معالمها ليقام عليها صرح جامعة الغاصب ويعلمون أبناءهم في تلابيب كتبها أساطير وخرافات آبائهِم الأولين.

هل رأيتم أشد بأسًا من أهل غزة؟!

لقد أهلك الحصار قبلهم ممالك عظمى ودول وهم في سنينه صامدون، يحيون بعزةٍ وكرامةٍ وصبر، وعيالهم على الكفاف وعقيدةِ الجهاد يُربون وكل هوة يصنعها المحتل يجسرون ولكل صدع هم يرأبون، وقد كفوا منذ زمن غير قصير عن استجداء مشاعر العرب المنغمسين في مظاهر ترف العيش حتى باتوا عن إخوتهم لاهون "وَلِله العزَّةُ ولرسُولهِ وللمُؤمنين".