ماجد المرهون
أبو عبيدة قال والحق ما قال أبو عبيدة.
مَصالِح سعد الدين كمشتكين جعلته يُطلق سراح المجرم الفرنسي رينولد دي شاتيون "أرناط" فحلف صلاح الدين غاضبًا "سأقتله بيدي" وكان دافعًا كبيرًا لتحرير مملكة بيت المقدس، فأظفره الله برأسه فأطاح به على مرأى الملك جاي لوزينان.
قد لا يختلف الأمر اليوم مع أصحاب المصالح والإنهزاميين إذ يبدون تعاطفهم وإنسانيتهم مع المحتل أو خوفهم وخنوعهم من تهديد حلفائه، ولكن الأمور لا تجري كما يعتقدون حيث غضبة الناصر العتيق قد مُزجت بالطين من مصر إلى قبر شُعيب وحطين بماء طبرية لتعجن في طحين فلسطين فتُنبِت مع التين مجاهدين يسقيهم وتينُ صلاح الدين وهي باقية إلى يومنا تتردد من الشوبك والكرك إلى حلب وطرق قوافل الحجاج حتى الحجاز فتطمئِن بها عينُ "ست المُلك" وعينُ "ست الشام".
شكراً غزة، عندما التبس علينا الصالح من الطالح واختلط الغث بالثمين والباطل بالحق والزيف بالصدق، نصبتِ لنا كفوف الموازين وإن عظم الجزاء من عظم البلاء "وبشر الصابرين"
هل رأيتم أنبل من أحرار فلسطين، كففنا اليد عنهم عندما مدوا لنا اليدين، خذلناهم فنصرونا وأحزناهم فأفرحونا وأبكيناهم فأضحكونا وإن حملنا المفاهيم على النقيض فلا عتب عليهم ولا عليهم من ملام ولكن "ليميز الله الخبيث من الطيب".