ماجد المرهون
أبو عبيدة قال والحق ما قال أبو عبيدة.
عندما دخل السفاح هنري جورو على قبر يوسف بن أيوب الدويني بعد معركة ميسلون، قال: "ها قد عدنا يا صلاح الدين"، لكني كلي يقين أنَّ جورو اللعين كان خائفًا من احتمال خروج الناصر من قبره فيقتله بسكين.
مكر الله زيَّن لبلفور جمع شراذم اليهود لموعدٍ في مكان سواء ويحشرون ضحى ومساء، فشتاتهم سيصعب مسألة اجتثاثهم والقادم سيحسم مسألة بقائهم والرعب وحده الذي يسكنهم بعد طلوع شمس القسام كفيل بأفول نجمهم.
ضاقت الأرض على المقاومة من منظور الصهاينة ولا يعلمون أن بصائر الأحرار تسري إلى الأفق وتعرج إلى سعة السماء لتعود عليهم قاصفًا كهزمة جبريل ثم السقيا للصابرين.
لن نسأل كيف حولت المقاومة المُهمل إلى المعمل وكيف يبعث المارد من شح الموارد، كيف يصبح السالب موجبًا والترب يقلب تبرًا، هي مسألة تجاوزت مشاريع إعادة التدوير بمراحل، ذلك لأنهم استمسكوا بالعروة الوثقى وكفروا بالطاغوت "والله سميعٌ عليم".
هل رأيتم أنبل من المقاومة التي حولت الكفاف رزقًا غير منقطع والعفاف عزًا غير مصطنع والكرامة خبزًا مع "زيتونة لا شرقية ولا غربية"؟!