سارة البريكية
يزهر المكان في وجوده وتتناثر حقول من الورد على أطراف المدينة التي ينزل بها تزغرد العصافير فرحًا به وتمر حمامة السلام البيضاء حول المحيط الذي يلف الهواء الذي يمر من شرفته يصنع للدنيا بطولات عظيمة ويقف مع الحق وبالحق يعلي صوت الحقيقة، كان دائما ولا زال صامدا في وجه القضية الفلسطينية ومواقفه العظيمة تشهد له بأنَّه السلام الذي لا نراه إلا في وجهه ومحياه رغم كل ما يمر في هذا الكون الكبير من متغيرات وظروف وحروب وزلازل وبراكين نرى سماحته في مواقف كثيرة ناصرًا منتصرًا للحق وللمظلومين وللمسلمين في شتى بقاع الأرض ينشر السلام ويعبق السلام في تفاصيله وتفاصيل كل شيء يمر من ناحيته شاهدناه وتربينا على صوته وحنكته ومواقفه النبيلة التي لا تنسى فكان الرجل الصحيح في المكان الصحيح ولم يكن كأي بشر إنما هو السكينة والوقار والعفة والحشمة والمجد والسؤدد والشامخ في ظل المتغيرات التي مررنا بها.
كان الصديق الصدوق للمغفور له السلطان الخالد -رحمة الله تغشاه- وكان المُعلم والأب الحاني لسلطاننا هيثم المُعظم - حفظه الله ورعاه – منذ أن كنت صغيرة وأنا أتعلم منه وأنظر إليه وأراه دائما محبوبا من الجميع لدرجة أنني خيل إليّ أنه ليس من البشر وكنت وأنا صغيرة أقلد نبرة صوته المختلفة وحضوره الأخاذ وكنَّا أحيانا إذا حدثت أي قضية أو موقف بديهيا كنَّا نقول (سنتصل بالخليلي) نعم كان ولا زال المعلم الأب الصادق الحاني على أبناء المنطقة جميعاً ليس على عمان فقط إنما على العالم أجمع فمن يحب الله يحبه الله ومن كان قريبا منه يضع الله له القبول وأي قبول هذا.
في مختلف الدول هناك منصب للمُفتي العام، لكن قد لا يكون مؤثرا أو قريبا من أبناء بلده كقرب أبينا وأستاذنا ومعلمنا سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي مفتي عام السلطنة؛ فنحن الذين تعلمنا منه وكان لنا نعم القدوة وكان الدليل في أوقات شتى كثيرة ولا ننساها وربما ونحن نتسمر أمام الشاشات منذ الصغر نرى ذلك الرجل الجليل وهو يخبرنا بأن غدا (غرة شهر رمضان) أو المتمم لما قبله، فكان الدليل بعد الأهلة والهلال في ظلمات الأفكار الدخيلة التي اجتاحت بعض العقول وكان ولا زال النبع الذي نستقي منه ونثمن عطاءه وحبه وحرصه، وما كان ارتداؤه لوشاح القضية الفلسطينية إلا مفخرة لها وبها وتشجيع لإخواننا وأهلنا في فلسطين الأبية وكل دعواتنا أن ينصرهم الله وأن يبارك لهم مسعاهم وأن نرى انتصارهم عاجلاً ليس آجلا فهو انتصارنا جميعاً ولكننا نحاول أن نكون مجاهدين إن لم يكن بالأرواح فبالكلمة الطيبة والمواقف العظيمة والتعاضد والتلاحم والعطاء.
إن شيخنا الجليل لم يألو جهدا في سبيل خدمة القضية الفلسطينية فكان ذا المواقف العظيمة التي لا تنكر وكان حاضرا في المشهد رغم أنف من أرادوا له الصمت من بعض البشر الذين يحقدون على عُمان ومن عليها فنحن نملك قلباً هزَّ العالم أجمع بطيبته وصفائه وولائه للقائد وللشعب وللوطن وهنيئاً لنا به وحفظه الله وكلل بالخير مسعاه والله ندعو أن يبقى رمزا للحكمة والسلام منارة للعلم ومرجعا مهما من مراجع الأمة فمن كان همه الأمة وحالها وما حلَّ ويحل بها كان محبوبا في الأرض وفي السماء.
ختاما.. ندعو الله جل وعلا أن يحفظ شيخنا الجليل أحمد بن حمد الخليلي مفتي عام السلطنة ويكلل جهوده بالنجاح في نصرة الإسلام والمسلمين.