عقلية التخطيط عند لاعب الكاراتيه

المنذر بن محمد بن سالم العلوي

في دروس الكاراتيه تصبح الدروس متراكمه، وعندما يتكرر الدرس فأنه يأصل الفكرة الاساسية في ذهن لاعب الكاراتيه، وهذا التأصيل يعطي منتسب الكاراتيه قوة المعلومة وثبات الرأي والخطوة القادمة.

كما هو معلوم بأن الكاراتيه علم ينقسم الى ٣ أجزاء رئيسيه حيث يأخذ التأسيس لفظ الكيهون باللغة اليابانية ويسمى الاستعراض بـ (الكاتا) وأما الاشتباك فيطلق عليه (الكوميتيه)، فالكيهون والكاتا والكومتيه هما المزيج الاساسي الذي ينتج الكاراتيه، لذالك يبدأ اللاعب بتعلم الاساسيات، ويكون من خلالها تطبيق الكاتا في شكل منتظم يطلق عليه بأسم تكون فيه الزوايا وتحركات موحده لكل من ينتمي لنفس المدرسة والاسلوب المتبع في التدريب، وبعد ان يتمكن من اخذ هذه الخطوات الاولى يبدأ بتدرب على الاشتباك والمواجهة، اسردت في قولي عن طريقة التدريب لكي تصل الى نقطة ان لاعب الكاراتيه لا يمارسها بعشوائية، إنما يقوم بتعلم القواعد ومن ثم يتحرك بها للوصول الى الهدف التدريبي وتعلم الدفاع والهجوم.

وعند الاشتباك تكون نقطة التخطيط السريع والفعال، حيث أن لاعب الكاراتيه يقيس المسافات ويضع السرعات المناسبة مع المسافات والتقنية الصحيحة والتوقع السليم وتحديد النقطة ومن ثم تكون الهجمة التي يحصل فيها على نقطة يراد بها الفوز على المنافس، فكل هذه الخطوات التي ذكرت من قيامه بقياس المسافات، ووضع السرعات، واختيار الاسلوب المناسب، وتحديد النقاط، لا تكون مكتوبه في ورقة او يجلس ليخططها بهدوء انما تخرج في قمت ضغط نفسي وجسدي حيث إنه يجمع كل هذه المعطيات في أجزاء من الثانية ويتوجه بها مباشرة إلى منافسه، لكسب نقطة فوز او تقدم يحرزه في الاداء الفني والرياضي الذي تعلمه وفق القواعد الاساسية للكاراتيه، وإدارة المخاطر هي جزء لا يتجزء من التخطيط الاستراتيجي الفعال، وهذا النوع من الادارة حاضر فالكاراتيه، فلاعب الكاراتيه تجده دائماً مستعد للخروج إلى نقطة أمنه في حين عدم أخذه لنقطه بعد الهجوم المدروس، فتجده دائماً يتجه للإسلوب البديل في اللعب لتنفيذ الخطة الاستراتيجية للوصول للهدف المنشود من المنافسة.

ومن الملاحظ أن لاعبان الكاراتيه المتنافسان كل ما كان تدريبهما قوياً ومبني على قواعد الكاراتيه الصحيحة، كل ما كانت جودة المنافسة راقية وتعكس للمشاهد قوة التخطيط والاستراتيجيات المتبعة، سواءً في ايهام الخصم بنوعية اسلوب معين واخراج اسلوب اخر في لحظة مباغته، او في خطة التراجع الى زوايا البساط للاستفاده من اندفاع المنافس، او من سرعة الاداء المتبع في حركة معينه، او جعل الخصم يحرز انذارات يستدرجه فيها الى اخراجه من المباره، وغيرها…الخ من الخطط التي يحبكها المدرب واللاعب لأستعدادهم للبساط والمنافسة.

فالشاهد من الأمر أن عقلية التخطيط تتدرب وتمارس عند لاعب الكاراتيه في كل حصة، فتجد أن المدرب يعلمه انواع جديدة وطرق جيدة يستطيع استعمالها في ادائه، ومنها يستنتج اللاعب اساليب جديدة ومبهرة تميزه عن غيره في ادائه فالملعب، من ما ينعكس ايجاباً على عقلية اللاعب وتكوينه الشخصي في حياته الخارجية، حيث ان عقلية التخطيط الاستراتيجي هي بديهه من بديهيات لاعب الكاراتيه الناجح، وهكذا نقول بأن لاعب الكاراتيه الناجح يمتلك ملكت التخطيط الاستراتيجي وادارة المخاطر في تكوينات عقليته. وبهذا نختم بما بدئنا من عنوان هذه هي” عقلية التخطيط عند لاعب الكاراتيه.”

تعليق عبر الفيس بوك