حمود الحاتمي
صباح يوم السابع والعشرين من أغسطس تتوقد همم، وتضيء مشاعل تزاحم أشعة الشمس، صباح يوم الأحد ستشعر أنه يوم استثنائي.. يوم تعلوه الهمة والنشاط.
المدارس مع موعد جديد وعهد جديد. تتجدد الوجوه بين مستقبل ومودع إلى مدرسة أخرى. آخر ومن يودع المهنة بعد سنوات العمر التي انقضت في التربية والتعليم.
يوم الأحد السابع والعشرين من أغسطس هو بداية عهد جديد مع بداية عام حافل بالعطاء.
هنيئًا لكل تربوي بداية العام الدراسي الجديد والذي قد يشكل بداية لحياة عملية لبعض التربويين وعهد جديد لآخرين منهم.
لا شك أن الجميع قد وقف وقفة مراجعة مع ذاته وراجع ما قدمه وعرف جوانب تحتاج منه إلى تطوير وتجديد حتى لا يصبح نسخة من العام الماضي فالحياة تتجدد وإن لم تتجدد معها تصبح من بقايا الماضي. هناك من لا يفرق بين سنوات خدمة وسنوات خبرة سنوات الخدمة تجده يكرر نفسه فيها دون إضافة لفكره وقلة في الإنتاج، بينما صاحب سنوات الخبرة يستثمر خبرته مع ما يكتسبه من معارف جديدة تبدو ظاهرة للعيان في عمله ونتاجه.
هناك من يتكئ على خدمة السنين التي قضاها في العمل دون أن يكلف نفسه تجديد المعارف لديه، وجدير ذكره أن المعارف التربوية تتجدد بسرعة هائلة وقد تكون أعلى من باقي المعارف نظرا لتطور التربية والاهتمام بها وصارت وسيلة تنمية للأمم والشعوب.
ومع هذا التطور الهائل للمعرفة حريٌ بنا أن نكون مواكبين لها بكل ما أوتينا من قوة مستثمرين كل إمكانات متوافرة وفي أي مكان نجدها.
لا يساورنا شك أن المجتمع ينظر إلى المجتمع التربوي نظرة تقدير وإعلاء من شأنه، كيف لا وقد استأمنه على فلذة كبده ويشاركه التربية والتعليم له.
إن المؤسسة التربوية بكل فئاتها أمامها مسؤولية كبيرة اتجاه هذا الوطن فعليها تخطيط سليم وتنفيذ أمين يبدأ من المعلم وينتهي عند أعلى سلطة تربوية.
عزيزي المُعلم.. عليك أن تنظر إلى الطالب الذي تستقبله بعد أسبوع على أنه مشروع حضاري أنت ساهمت في بنائه حتى يكتمل فتحرص على نجاح هذا المشروع؛ ففي قادم الوقت سيصبح هذا المشروع إنجازا يُفاخر الوطن به فما أجمله من شعور!
عزيزي المعلم.. يوجد في الميدان محفز ومثبط فكن دائمًا مع الله الذي يدعوك إلى إتقان العمل ويعدك بالثواب الجزيل؛ فاستمع إلى المحفز واستأنس برأيه وكن على وعي بما أحاط بذلك المثبط حتى ما وصل إليه وتجنب الهفوات التي وقع فيها.
تغادرنا هذا العام كوكبة من التربويين ممن أناروا دروب العلم وضحوا بجهدهم ووقتهم ومالهم من أجل عمان وأبناء عمان، كانوا أوفياء لمهنة التعليم وأخلصوا لها وتخرج على أيديهم أفواج من الطلبة والطالبات هم اليوم يقودون المسيرة في مواقع كثيرة من العمل الوطني.
ستظل بصماتهم تضيء جنبات مدارسنا، ولعل الوزارة قد غفلت عن تكريمهم في ختام عملهم ولكنهم في عقول طلابهم أسماءً محفورة بالذهب زكية الذكر والسيرة الحسنة وهذا أعظم تكريم للمعلم.
لا أدري لماذا وزارتنا الموقرة لا تستفيد من هذه النجوم اللامعة، كما تسمى في أدبيات الموارد البشرية والاستفاده من خبراتها؛ كأن تخصص لهم يومًا للمتقاعدين أو تكوين مجالس استشارية كما هو معمول به في دول أخرى.
ختامًا.. أهمس في أذن كل معلم ومعلمة التحق بمهنة التعليم، وأقول إن مهنة التعليم مهنة ممتعة متى ما تعاملنا معها على أنها مهنة إنسانية فيها حب للمهنة وحب واحترام مُتبادل بين الطالب ومعلمه.. مهنة تحتاج إلى صبر ومثابرة ومتابعة مستمرة لمستجدات التعليم وعدم الركون إلى الدعة والكسل. لذا استثمر كل مصادر المعرفة واستفد من خبرات من سبقوك ولا تستصغر كل معرفة ومهارة.
وفقنا الله تعالى لخدمة هذا الوطن الغالي تحت ظل القيادة الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- يحفظه الله ويرعاه- وكل عام وعُمان في تقدم ونماء.