أضواء منسية تعرفها ميرابيلا (9)

 

مُزنة المسافر

 

قال لي السنونو وأنا في محطة القطار.

بضع كلمات:

 

هيه أنتِ.

ميرابيلا.

أيتها الصغيرة.

لم تعودي بحاجة للضيعة.

لديك جناحان اثنان.

كما هي أجنحة الملائكة.

ضعي خلف ظهرك أفكار الضيعة البالية.

واجعلي لنفسك السعيدة.

بابًا جميلًا.

وقرميدًا.

ومنزلًا رائعًا على سكة الحديد.

يتحرك كما يتحرك القطار الجبار.

ويسعد ليرى الأحبة.

والشموس والأهِلة.

وكل مخلوق.

وإنسان.

اصعدي أيتها الصغيرة.

لقد نلتِ الفوز العارم.

إنه حديث الحياة الجديد.

والتي ستخبر الجميع.

أن الفتاة الصغيرة قد نالت كل شئ.

وعبرت جسورًا مديدة.

وأيامًا صعبة عديدة.

وفاقت وصارت الآن كبيرة.

نضجت.

وثمرت.

واشتهرت.

واعترفت.

بأن القلوب البائسة بحاجة للمجد.

لمجد الحب الدائم.

افيقي أيتها الصغيرة.

واخبري الجميع في همس.

من تحبين؟

ومن تريدين؟

ومن هذه الحياة ماذا تشتهين وتودين؟

لن يوصدوا الأبواب أمام فرحك.

ولن يغلقوها أمام صمودك.

ولن يقدروا أن يمحو القوة من عينيك.

وأن يدركوا الهوة التي كنت فيها.

افيقي في سعادة غامرة.

عارمة.

تفوق الإحساس.

والناس.

انظري نحو مجدك.

الذي أعطاه إياك الله.

وقال عن صبرك.

ووجدك للحياة.

ألقي بتذكرة القطار هذه بعيدًا.

وامضي نحو الدروب.

والسهول.

واركضي من جديد نحو السور العظيم.

واعبري كل جسر سليم.

واتركي الضيعة بعيدًا في ذكرى.

سيمضون خلفك.

خلف مجدك.

ليكسبوا ودك وحبك.

ويروا الآن أنك بتِ كبيرة.

أيتها الصغيرة.

اذهبي للمجهول دون خوف.

سيراكِ جوليو حبيبك والجميع.

وأبيك سيصبح السَّميع.

لكلمات المجد من أهل الضيعة.

ولن يضيعوا من دونك.

سينتظرون.

ويبجلون حضورك.

ويأتون بالورود ليكسبوا قلبك.

وينظروا نحو مجدك العظيم.

الذي صار مجدهم جميعًا.

فلا تقلقي أيتها الصغيرة.

لقد صرتِ من بعد هذا اليوم.

الأميرة.

التي لطالما عرفتها القصائد الطويلة.

تعليق عبر الفيس بوك