راشد بن حميد الراشدي*
مع صدور قانون الحماية الاجتماعية وما نشهده من تفاعل مع هذا القانون وبنوده وأهدافه النبيلة، وما سيحققه من رفاه للمواطن وحياة كريمة للجميع من خلال ما يشمله من تغييرات جذرية، مقارنة بنظم الحماية الاجتماعية السابقة، أرى أن هذه الخطوة تعد من أهم الخطوات التي ستعود بالخير على الوطن والمواطن.
هذا القانون يجسد الجهود المبذولة لتحقيق تطلعات أبناء الوطن، بالإضافة إلى الجهود المبذولة في مختلف القطاعات وخصوصا فيما يخص تمكين الشباب من خلال القيام بعدد من التدابير والإصلاحات والخطط الطموحة الصادقة، كتنويع مصادر الدخل وإقامة المشاريع الكبيرة والمتوسطة والصغيرة، بالإضافة إلى دعم أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وحماية مشاريعهم من المنافسة الخاسرة مع الوافدين، ومنع الاحتكار والتقدم الملحوظ في ملف تعمين الوظائف بمختلف المؤسسات، وتعيينهم بمعاشات جيدة تضمن العيش الكريم، وكذلك تبني العقول المبدعة في مختلف المجالات واحتواء الخريجين من مختلف الجامعات خاصة الجامعات العريقة والتي بذلت الدولة في سبيل تعليمهم الغالي والنفيس وبما يضمن دعم منظومة تعيين الشباب العماني والارتقاء به للأفضل.
إن ما نلاحظه اليوم من سيطرة المستثمر الوافد وسيطرة التجارة المستترة ومنافسة المواطنين أصحاب المشاريع والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وهيمنة الوافد على الكثير من القطاعات الرئيسية مع عدم إعطاء الفرصة لأبنائنا الخريجين والمواطنين الباحثين عن عمل والمسرحين، بات أمرا مقلقا يجب الالتفات له وبقوة وشفافية، من خلال متابعة تلك الشركات والمؤسسات التي يعمل بها عدد كبير من الوافدين مع ضرورة مراجعة قوانين الاستثمار التي بات حتى أصحاب المهن العمالية البسيطة يحصلون على رخصة مستثمر وتجدهم منتشرين في أرجاء الوطن، وينافسون أبناءه في حقوقهم ومؤسساتهم ومشاريعهم ، فتجد مؤسسات الوافد ناجحة ومؤسسات المواطن مثقلة بالديون، أضف إلى ذلك تعصب الوافدين لبعضهم البعض في دعم مؤسساتهم وإضعاف مشاريع المواطن.
إن وجود نظام حماية اجتماعية يحقق الأمان للمواطن هو إنجاز نفخر به، لكن وجود نظام حماية يحمي المواطن من سيطرة الوافد على المؤسسات والشركات ويدعم موارد الوطن وإمكانيات أبنائه لتحقيق دخل ثابت له وتنويع مصادر الدخل من خلال قيام مشاريع عملاقة يديرها الشباب العماني ووجود مؤسسات ناجحة صغيرة ومتوسطة تقام بفكر الشباب ودعم الحكومة وقطاعاتها المختلفة، سوف يساهم في تحقيق الحياة الكريمة الناجحة التي تحقق للشباب طموحاتهم المادية والنفسية دون الحاجة لدعم اجتماعي، فسواعد أبناء عُمان فتية ةقادرة بإذن الله على الكسب الحلال وبناء الأوطان وبما يحقق طموحات هذا الوطن تحت قيادة جلالة السلطان حفظه الله.
إنني أدعو كافة الجهات إلى الاهتمام بملف التوظيف والتعمين والرقابة الصارمة على الشركات المخالفة والمتحايلة، ودراسة أثر المستثمر على النشاط التجاري في البلاد، وتحقيق العدالة في منافسة الوافد للمواطن في مختلف المجالات ليتحقق ما نصبوا إليه جميعا من عز وفخر لهذا الوطن المعطاء.
حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها وأدام عليهم نعمة الأمن والأمان والحياة الكريمة الهانئة.
إعلامي وعضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية