قام بحظرك!!!

سالم بن نجيم البادي

إن من مصائب وبلاوي ومشاكل وسلبيات وسائل التواصل الاجتماعي -وهي كثيرة- أن يحظر أحد الأطراف الطرف الآخر حتى لا يستطيع الولوج إلى حسابه، وقد كتب في واجهة الحساب قام بحظرك، يحدث ذلك عند وقوع خلاف بين الأحباب والأصحاب والخلان والأقارب والأهل أو الرجل والمرأة، إذا وقع الطلاق بينهما وفي حالات العلاقات العاطفية وتكون الكارثة أعظم إذا حدث الحظر بين الأرحام.

وبعد سنوات من الألفة والمحبة والانسجام يحدث الخلاف والنزاع والشقاق الذي يقود للخصومة الفاجرة والحرب التي تستخدم فيها جميع أنواع الأسلحة الفتاكة من سب وشتم وتهم باطلة وتضخيم الأخطاء والهفوات وذكر العيوب والسيئات ونكران الحسنات ونشر الأسرار وسوء الظن وتشويه السمعة أمام الآخرين، ثم قد يتطور الأمر إلى الكراهية والحقد

وربما الرغبة في إلحاق الأذى بالطرف الآخر والانتقام منه، وكان يُمكن تفادي كل ذلك بالتفاهم والتغاضي وحسن الظن والعفو والصفح وعدم الذهاب بعيدا في الخصومة. ومن المؤسف حقاً أن تتحول مشاعر الحب السامية إلى قطيعة وكراهية وفي أحسن الأحوال إلى فتور وبرود في المشاعر بعد الاهتمام البالغ.

ويترتب على الحظر شرخ في الروح وجروح قد تحتاج إلى وقت طويل حتى تندمل، ويحزن القلب ويحن إلى أيام الصفاء ويود أحد الأطراف لو تعود العلاقة إلى سالف عهدها ويظل ينظر في حساب الآخر لعله أزال الحظر، لكن وفي الغالب يكون كل شيء قد انتهى وربما إلى الأبد.

وقد يكون الحظر محمودا في حالات كثيرة، وما أكثر هواة التطفل والتدخل في الخصوصيات وأهل الفسق والمجون وقلة الأدب وسوء الأخلاق، وأولئك الذي ينصبون من أنفسهم نقادا وحرَّاسًا للدين والفضيلة، ويلبسون ثياب الوعظ والنصح، وأحياناً ينتقدون ما نكتب وهم لا يملكون أدوات النقد العلمي، وتشعر أنهم لم يفهموا ما كتبت، وتطالبهم بالحجج والبراهين والأدلة فيهربون، والذين يعلقون على ما ينشر تعليقات غير لائقة وغير مهذبة ويتدخلون فيما لا يعنيهم.

وقد تضيق ذرعا بمن يواظب على رسائل الصباح والمساء والجُمع دون انقطاع، وأهل التسول الذين يطلبون المال ويصرون على ذلك وهم يتواصلون معك في كل وقت ويتكلمون عن حاجتهم ومآسيهم، ولا أحد يعلم إن كانوا صادقين أو يحاولون كسب عطف الناس للحصول على المال، ومن لا يكف عن التنكيد عليك،‏ وفي كل تلك الحالات يكون الحظر ضروريا فلا تتردد في الحظر. ولكن تريث في حظر من كان بينك وبينه مودة، فلا تكسر قلبا نبض بحبك.