"شاهد ماشفش حاجة"

 

 

المعتصم البوسعيدي 

 

(1)

تتجه أنديتنا الرياضية لتجميد نشاط فريقها الكروي الأول في عزِّ الصيف، بحثًا عن برودة، في ظل عجزها عن قطع تذكرة السفر ودفع تكاليفه الباهظة، خاصة بعدما صار الاقتراض عالي التكلفة وباهظ الثمن.

 

(2)

بيان من الاتحاد دون تحرك كبير لحلحلة أوضاع الأندية، وصمت وزاري لا يُعرف مبرراته، ووضع رياضي سريع الانحدار، والشاهد "شاهد ماشفش حاجة"؛ فقير معدم، ومغلوب على أمره، ولسان حاله "وأنا اعرف أكثر من الحكومة".

 

3) )

في الذاكرة أندية جمَّدت نشاطها، فماذا عن أحوالها الآن؟ وهل تحصينها بعد انقضاء السنوات أثمر عن صحة جيدة؟ وكيف هي ديمومة نجاح التجميد -إن كان هناك نجاح- بعد العودة؟ وهل ذابت فوارق الإيرادات مقارنة بالمصروفات؟ وهل غدت الخزينة مستقرة لن تهزها صروف المشاركة والتنافس في المسابقات والبطولات؟

 

(4)

خوف "سفروت" من الأسد في مسرحية "شاهد ماشفش حاجة" لا يختلف عن وضعنا الرياضي؛ إذ نخاف في مسرحية رياضتنا من نهاية محتومة، كما أنَّ المحكمة ستحكم في قضية خاسرة معروف نهايتها، والمتهم "غلبان" يريد النجاة ومستعد لقول ما يُراد منه.

 

(5)

"احشوه، أو خللوه".. هكذا كان يحاول سرحان عبدالبصير الدخول في حوار مع فريق التفتيش الذي داهم منزله، لم يفهم ماذا يريدون منه؟ ولمَ هم في منزله؟ أصابه الذهول وانتابته الرهبة، فظهر متلعثمًا غير مستقر في تصرفاته، ورغم أنَّ حالتنا الرياضية ليست وليدة اللحظة ولا غريبة الحال، إلا أنها فعلاً محتاجة لمن "يخللها ويحشوها" ومن ثم محتاجة للحال الذي وصل إليه بطل المسرحية؛ حيث تغيرت شخصيته وتبدلت أحواله، ولكن أنَّى لنا أن يتغير وضعنا ونحن نجري في حاراتٍ محدودةٍ على مضاميرَ بسيطة؟ وكيف يتغير حالنا ونحن نعيش تجميد أنشطة وتأجيل مسابقات؟ وكيف يتغير طموحنا وأقصاه خليج ومحيط هربت منهما الأسماك ذات القيمة الغذائية والقيمة المالية الكبيرة في آن، وتركونا فرحين بصيدنا الذي يسد الرمق ولا يملأ الأحداق!