Threads .. قاتل "العصفور الأزرق"

 

 

 

لا صوتَ تقنيًّا يعلو الآن فوق "ثريدز"، ذاك الوافد الجديد على فضاء السوشيال ميديا الواسع وبقوة، فالتطبيق الذي أنشأته شركة "ميتا بلاتفورمز" شهد انتشارًا واسعًا في ساعاته الأولى؛ حيث وصل عدد المشتركين إلى 30 مليون مشترك في أول 24  ساعة من الإطلاق، كما حقَّق مليون مستخدم في غضون 120 دقيقة فقط. وطأت أقدام الوليد الجديد فضاء التواصل الاجتماعي في توقيت تُواجه فيه منصة "تويتر" بعض الصعوبات، ليستغل مارك زوكربيرج تمرُّد المتابعين لإطلاق خدمة "ثريدز" المرتبطة بإنستجرام، مُشعلًا المنافسة بين الأثرياء والرؤساء الأبرز في مجال التكنولوجيا.

الرؤية - سارة العبرية

 

وتتشابه خدمة "ثريدز" إلى حد كبير مع "تويتر"؛ حيث يتيح للمستخدمين نشر تغريدات قصيرة يمكن للآخرين أن يعجبوا بها ويعيدوها ويُعلقوا عليها. ورافقت إطلاق المنصة الجديدة آراء متباينة بين المستخدمين والخبراء حول الأسباب التي دفعت أكثر من 30 مليون مستخدم للاشتراك في تطبيق "ثريدز" في وقت قصير بعد إطلاقه من قبل شركة "ميتا"؛ حيث يرى البعض أن السبب الرئيسي وراء انتشار هذا التطبيق الجديد بسرعة هو قاعدة بيانات مستخدمي تطبيق "إنستجرام" التي تبلغ 1.4 مليار مستخدم نشط، وفقًا لإحصاءات "ستاتيسكا".

 

فكرة التطبيق

ويقول عبدالله بن يوسف البلوشي صانع محتوى تقني: إنَّ "ثريدز" أحد تطبيقات التواصل الاجتماعي فكرته شبيهة جدًّا بمنصة تويتر، يعتمد بشكل مباشر على إنشاء الثريدات من 500 حرف في كل ثريد. ويحتوي على الكثير من الميزات مثل إعادة نشر الثريد، إضافة لإمكانية نشر 10 فيديوهات في كل ثريد وتصل مدة الفيديو إلى 5 دقائق، مع الكثير من الميزات الشبيهة الموجودة في تطبيق تويتر. مضيفا: إن ما يميز "ثريدز" هو إمكانية ربط حساب الإنستجرام بحساب "ثريدز"؛ بمعنى هويتك الموجودة في الإنستجرام تنتقل في حساب "ثريدز"، بنفس اسم المستخدم والملف الشخصي، وحتى المتابعين ينتقلوا إلى حسابك في ثريدز".

من جهته، يقول حسين بن جاسم البحراني مصور وصانع محتوى: إن الميزة الموجودة في تطبيق "ثريدز" هي القاعدة الجماهيرية الموجودة في الإنستجرام وسهولة فتح الحساب، وكذلك ميزة استخدام نفس اسم المعرف وهذه تحسب لهم إيجابًا والانتقال السهل والسلس بين تطبيق ثريدز وانستجرام. مضيفًا أنَّ المزامنة التلقائية من تطبيق الانستجرام وإتاحة خصائص نشر المحتوى لأشخاص معينين وتخصيص الرسائل والتنبيهات، وتابع البحرامي: في الوقت الراهن فإنَّ تطبيق "ثريدز" بإمكانه الحصول على معلومات كثيرة عن المستخدم وبعضها حساس؛ حيث سيغير هذا الموضوع المستقبل، والمعلومات التي يحصل عليها أو قراءتها ستكون أقل. مؤكدًا أنَّه "دائما ننصح المستخدمين بعدم نشر معلومات حساسة وخاصة بشكل مفرط".

 

ويبيّن البحراني أنَّ هناك خطط لتطوير ميزات وتحسينات جديدة في تطبيق "ثريدز" في المستقبل القريب؛ منها قيد التجربة وستكون متاحة في القريب العاجل وعدد منها إضافات جيدة، كتفعيل الهاشتاج، وصفحة خاصة لمنشورات المتابعين وتعديل المنشورات، أيضا التنقل بين الحسابات الشخصية المختلفة، إضافة إلى حذف حساب ثريدز بدون حذف حساب الانستجرام. ويشير البحراني إلى أنَّ التطبيق حاليا وصل لكثير من المستخدمين وهي فرصة للحصول على تفاعل جيد، لكن إلى الآن لا توجد طرق للإعلان في التطبيق أو الوصول السريع من خلال الدفع، مؤكدا أنه في قادم الوقت سيتم بكل تأكيد إضافة كل هذه المميزات.

 

سلبيات التقنية الجديدة

أما عن السلبيات، فيرى عبدالله البلوشي أنَّ أحد أبرز السلبيات التي واجهها في التطبيق الجديد هي عدم وجود خوارزمية تنظم التطبيق؛ فالصفحة الرئيسية تجد فيها منشورات جميع المستخدمين حتى وإن كنت غير متابع لهؤلاء المستخدمين؛ فمنشوراتهم تظهر في صفحتك الرئيسية، باعتقاده أنه سوف يتم إضافة ميزة في القريب تنظم الصفحة الرئيسية في قسم آخر، ويكون لمنشورات الأشخاص الذين تتابعهم وقسم لكل المستخدمين، كما في تطبيق "تويتر".

أما حسين البحراني، فيرى أنَّ التطبيق بشكل عام جيد إلى حد ما، لكن يحتاج إلى إضافات وخصائص كثيرة، كما أن واجهة التطبيق واستخدامه سهل للغاية، مثل تعديل المنشور أو الرسائل الخاصة والقوائم، وغيرها من الخصائص المفيدة.

 

آفاق نمو "ثريدز"

ويوضح حسين أنَّ التنافس في سوق وسائل التواصل الاجتماعي هو أمر صعب وتحقيق نجاح كبير يتطلب جهودًا كبيرة، وبالنظر إلى أن تطبيق "ثريدز" لا يزال جديدًا، ومن الصعب توقع ما إذا كان سيكون لديه القدرة على المنافسة بشكل فعّال مع فيسبوك وتويتر في المستقبل القريب.

ومع ذلك، يجب ملاحظة أنَّ الابتكار والاستجابة لاحتياجات المستخدمين هما عوامل حاسمة لنجاح أي منصة اجتماعية. وأضاف: إذا نجح "ثريدز" في تقديم ميزات مميزة وتجربة مستخدم جذابة، فقد يجذب عددًا كبيرًا من المستخدمين ويحقق نموًا سريعًا.

 

منافسة صعبة

وفي السياق، هدَّدت "تويتر" شركة ميتا باتخاذ إجراء قانوني بسبب تطبيقها النصي الجديد "ثريدز". وقال أليكس سبيرو المحامي الذي يمثل "تويتر": إنَّ "ميتا" تستخدم الأسرار التجارية لتويتر وحقوق الملكية الفكرية بشكل غير قانوني من خلال تعيين موظفين سابقين من تويتر لإنشاء تطبيق "مقلد".

وتصاعدت التوترات بين عمالقة وسائل التواصل الاجتماعي بعد إطلاق تطبيق ثريدز يوم الأربعاء؛ حيث يستهدف الأشخاص الذين يبحثون عن بديل لـ"تويتر"، وتأتي هذه الخطوة في ظل تغييرات كبيرة لم تحظَ بشعبية بعد أن اشتراها إيلون ماسك في العام الماضي بمبلغ 44 مليار دولار.

ويُواجه تطبيق "ثريدز" مشاكل قانونية في الاتحاد الأوروبي بسبب قانون الأسواق الرقمية، يفرض هذا القانون قواعد صارمة على شركات الإنترنت الكبرى؛ بما في ذلك "ميتا" والتي تقيِّد نقل البيانات الشخصية بين منتجاتها المختلفة؛ هذا الأمر قد يسبِّب مشاكل كبيرة لتطبيق "ثريدز" في الاتحاد الأوروبي، تمامًا كما حدث مع مارك زوكربيرج عندما اشترى واتساب.

ووفقًا للخبراء، يعتبر من الصعب الآن الحكم على قدرة التطبيق على جذب ثقة الجمهور، خاصةً بسبب تطبيق سياسة الاستخدام الصارمة التي تتبعها شركة ميتا، والتي تكون أكثر تشددًا من "تويتر".

تعليق عبر الفيس بوك