قصة القرية العالقة 3

 حمد الناصري


شمس المغيب على أفُقها بداية جميلة وتقترن بسُكون مُميز، يتجلّى بمنظر ساحر ومُهيب.

   بدتْ خديجة في سرد مَوقف عمّها بهدوء وكأنها استشعرتْ إلْحاح ولدها في معرفة ما ألمّ بـعمّها عبد الرحمن، فقالت:

ـ ذاكَ الرجل هو عمّي الشيخ عبد الرحمن الذي غابَ عن القرية ولم يُعرف عنه شيئاً؛ وعمّي هو أحد الرجال القلائل الذين تعتز بهم القرية، وهو الذي علّم أباك القرآن وأدّبه، مات جدّك وكان أبوك صغيراً حينها، وعمي عبد الرحمن المُعلّم، هو الذي اختار أُمك لتكون زوجةً لأبيك ...!؟

ـ كيف؟ " قال أحمد بهدوء "

انفرجتْ عن شفتيها ابتسامة، فبانَ شِدقاها عريضين، ونمَّا عن سُرور بداخلها، قالت بعد تنهيدة:

ـ جاء عمّي إلى القرية مع مُهاجري القرى الداخلية إلى الساحل بحثاً عن مكسب رزق فاستقرّ هُنا، وهو أول من بنيَ مدرسة للقرآن، فتخرّج على يديه أكثر صِبية القرية، امتهنَ البحر، كحال ساكني القُرى السّاحلية.

قال أحمد وقد أغمض عينيه، وأخرج زفرةً من جوفه:

ـ يُقال، بأنّ القريتين المُتجاورتين في خصام مُستمرّ. لماذا؟!

ـ تلك قصة مُؤلمة، كحال قصة القرية العالقة في أعماق البحر، قصة أثارت المشاكل بين رجال القريتين، وخُصومة الرجال، تمتد إلى عوالق قديمة، وقد علمتُ بأنّ رجلاً جاء من القرية الأخرى، قوي البُنية، مُنتفخ الأوداج، جاءَ بثلاثين رجل، وأخذ شباك صيد البحارة وتُعرف محلياً بـ "اللِّياخ " وكانوا يمتهنون بها حرفة صيد البحر، في الوقت الذي كان أكثر رجال القرية يَسْعون في البحر والبر وأعالي الجبال، ولم يبقَ بالقرية غير العجزة والصّبيان، ويومئذ كان عمّي عبد الرحمن، مُعَلّم القرية.

 حاول عمّي إقناع رجال القرية الأخرى فلم يُفلح، لانّ ذلك الرجل جاء بفتنة، مُتشبثاً برأيه، مُستعرضاً قوته...! وحين تباهىَ بقوته، مَنعه عمي؛ قائلاً له:

ـ كيف تقبل أنْ تأخذ مال غيرك؟ مالٌ ليس لك حقّ فيه؟!

ولكنَّ الرجل اغترّ وتعنّت وكابر بتعصّب، وقال:

ـ أنا جئتُ لأجلها ـ مُشيراً بأصبعه، تّجاه اللّياخ، شباك الصيد، ولا شيء آخر.

ـ طيب وماذا فعل جدي بعد ذلك؟ " قال أحمد مُتحمساً"

ـ ساير الرجل بكلام جميل، ليّن، ظناً منه أنه سيتراجع عن موقفه، فأكثر عليه المواعظ، لكن الرجل تشدّد في موقفه وتصلّب وذهب ليأخذها بالقوة؛ وكان تركيزه على العِناد وإبراز شخصيته بإيقاع الشر والفتنة ولكنّ عمي زجره وأدّبه تأديب الرجال!

كان أحمد مُتحمساً لمعرفة دور عمّ والدته في الموقف:

ـ كيف أدبه تأديب الرجال، هل أطلق عليه رصاصة وقتله، أو ضربهُ ضربة قوية وشجّ رأسه؟

ـ شَدّهُ من عارضيه وبرقهُ بعينين حمراويتين، فانخذل الرجل وتوقّف على إثر برْقةِ عين عمي!! فقال عمي بشجاعة، ما ليس لكم، لن تأخذوه، وما تأخذونهُ على غفلةٍ من الرجال، سنردّه ولو بالقوة؟!

وسرتْ مُشادّة كلامية بين رجال القرية الأخرى ورجال قريتنا الذين حضروا لتوّهم، وقد حَسَم عمّي الموقف وذلك الرجل قوي البُنية، الذي جاء بالزلّة، وقف مُزمجراً ثم تقدّم جماعته. وقال لعمّي وقد تواقفا وجهاً لوجه:

ـ أنسيتُم "الجاروف" وقد تجاوزتم حدود المُتفق عليه. في مواسم الصّيد، أنتم تقولون ولا تفعلون. تُعارضون غيركم وتُزكّون أنفسكم. نحن لن نتوقّف عن جرْف "العُومة والبريّة“؟! ذلك هو عملنا ولا نعرف غيره وتلك هي مهنتنا ولا نمتهن حرفة غيرها، والجَرْف طريقة اعتدنا واسلوب سَعينا وكسْبنا، إنها موسم لن نتركه أبداً ، اشتغل عليه أهْلنا  وكان مكسبَ رزقهم وقوتٍ عاشوا عليه ، فإنْ كان من عندك فاقطعه.

قال عمي عبد الرحمن بهدوء:

ـ وهل هذا الجَرْف مسموح به؟ وهل وافق عليه المسؤولون؟ وهل أعطوكم الحق في جَرف ثروة البحر؟

فردّ الرجل، قوي البُنية بعصبية:

ـ المسؤولون عن ثروة البحر لا شأن لنا بهم، هُم يُطلقون على الجاروف، أسماء لا نعرفها، الجرف القاعي والجرف القارّي؛ وثروة البحر ، ونحن لا نُؤمن بما يُطلقون عليه من مُسمّيات، نحن نُؤمن بما تعارفنا عليه منذ عقود من السّنين.

قال عمي عبد الرحمن مُعقباً:

ـ نعم، فموسم الضواغي أو الضغوة، لا شكّ نعرفه، ويُمارسه بحارة القريتين منذ القِدم، إنه تُراث أهل الساحل، ناهيك عن بقيّة المواسم... ولكنكم لستُم مُلتزمون بقواعد البحر ولا بطريقة الجرف؟ ولأنّ قريتنا تشترك معكم في صيد السردين. فعليكم أنْ تُلزموا انفسكم بقواعد البحر، ونتقاسم معكم ذلك الكسب والقُوت؟ فهل أنتم سوف تلتزمون؟
 
قال أحمد وهو يزحف إلى حيث أمه:

ـ طيب، ما هي المواسم التي تحدّث عنها عمك عبد الرحمن؟

ـ لا أعرفها بالضبط، لكني سمعت بعضهم يقولون، أنّها أكثر من موسم، وأكثرها أهمية بين القريتين، وما أعرفها، هي ثلاثة مواسم، موسم صَيْد السردين، " العُومة أو البريّة " ويُعرف محلياً بالضّغوة أو الجاروف، وموسم التدوير وموسم الهيّال...؟

ـ طيب .. ولماذا يَختلفون فيه، طالما هو يُمارسه بحارة القريتين منذ زمن قديم؟

ـ مواسم الصيد، لا تنفك من الاختلاف بين البحارة، وغالباً الاختلاف في طرق وأساليب الصيد أو في مُعدات الصيد التي يجيء بها البحارة من هنا وهناك وهي تختلف جوهرياً عن طريقة الصيد القديمة والمُعتادة ولذلك ينظر إليها بعض الصيادين، بأنها ضرر كبير، فهي تختلف عن أنماط الصيد التقليدية.
 
وعمي عبدالرحمن هو الذي فضّ جِدال احْتَد بين القريتين، أستمرّ إلى أسابيع، وكان لعمي سيرة طيبة وأخلاق حسنة بينهم، وقد عُرفت سِيرته بالاعتدال، فهو يُحب الناس جميعاً، لا يُفرّق بين الناس، ويهتم بالرأي الحسَن الجميل وإلى ما يُبقي مودّة الناس ببعضهم وإلى ما يَنهض بهم إلى التقارب وعلاقة حياة التعايش ، وعلى احترام القِيَم التي تعارفوا عليها وعلى قواعد الأخلاق الفاضلة، ولكلّ أحد منهم، حرّية التصرّف ولكن يجب أنْ تقف تلك الحرية وذلك التصرّف عند حدود السيرة التي تجمع القرى ببعضها، ولا تخرج عن القِيَم وما اعتاد عليه الناس.
 وعمي عبدالرحمن هو الذي سَنّ قواعد البحر للقريتين، والتي عُرفت بـ سُنّة البَحر؛

اندفعت خديجة تذرف دُموعها. وهمّتْ بقراءة قصاصة من الورق وأردفت، ما أروعك يا عمي، حتى خطّك جميل، برق أحمد بعينيه في الورقة. فقالت أمه:

ـ عمّي هو الذي كتبَ وثيقة "سنّة البحر " وبخط يده.

توقّفت بُرهةً، مسحتْ دمعة بأطراف لحافها، وحكّت اُنْفها. واستأنفت حديثها عن أهمّ ركائز وثيقة سنّة البحر ... وناولت ابْنها وثيقة بخط الشيخ عبد الرحمن، فقرأ أحمد:

*  تُوضع إشارات أو علامات واضحة لتمييز كل قرية بعلامة محددة.؛
* ـ تُعاد علامات البحارة إلى أصحابها في حالة فَقْدها ، ويُعتبر إرجاعها إلتزاماً بسنّة البحر.

نظر إلى أمه. ماذا يعني جدي عبدالرحمن بعلامات البحر؛
 
فردّت خديجة على الفور. في اعتقادي، أنّ البحارة دأب أكثرهم بوضع دليل على شباكهم أو علامات يستدلون عليها، وهي آلات تطويرية، عُرفت بـ البُويات، ويلتزم بها البحارة عُرفاً.

ثم قرأ احمد بتتالٍ وتمتم:

* يجب أنْ يَسبق الجرف أو الجاروف تهيئة وبإقرار جماعة سُنة البحر.

نظر إلى أمه في اندهاش وسألها ... ماذا تعني هذه الفقرة؟

ـ مطّت بُوزها، ثم استطردت، كما يبدوا لي. أنّ البحارة لا يقومون بسحب شباكهم عند "سُلوم الشمس " وهي المُدّة الزمنية المُحددة لبقاء شباك الصيد في عُمق البحر، وهي التي عُرفت بالتّهيئة عند البحارة، واعتقد بأنّ التهيئة في الوثيقة قُصِد بها، حين تكون الشمس مائلة إلى الغروب أو حين يلج النهار إلى الليل.
 
وموسم الهيّال .. لا يختلف كثيراً ، كما عرّفته وثيقة سُنّة البحر التي كتبها عمي عبدالرحمن يومذاك، وهي تعني صيد السمك الكبير ، كـ الكنعد والجيذر والسهوة .. وله عدة مُسميات أخرى كـ التحويط، والحَوي، ومن علامات هذا الموسم هو ظهور نجم في السماء، يُعرف بالأحَيْمر.

ـ لكني سمعت بأنّ السمك الكبير لا يستقرّ في المياه الساحلية وأنهُ يتكاثر في العُمق ولا موطن له، ويُطلق عليه بالّصيد العابر.

فطنت خديجة إلى ذكاء ابنها أحمد، فخشيت أنْ تكون إجاباتها غير مُقنعة. فـ أحمد يُكثر من الاسئلة ويَشغل باله بالتركيز عليها، ولذلك استدركت بقولها. على أية حال فإنّ تجاوز الحدّ المُتفق عليه في وثيقة سُنّة البحر، يُعتبر تعديًّـا وإسـاءةً وظُلماً.


أخذ ينظر في عين أمه تارة، ويُدقّق في الوثيقة تارة أخرى، تململت أم أحمد في جلستها وابتلعتْ ريقها وتضايقتْ .. وكانت تنظر في وجه ابنها أحمد، فأخذ يُقلّب الاوراق بإهتمام ومطّ بوزهُ واعتدل، فاستشعرتْ بأنّ أسئلته خطرٌ عليها فغيّرت مجرى الحديث:
ـ زوجي عبدالله وعمي عبدالرحمن، كلاهُما انتابتهما نوبة واحدة، ولكلّ حالة، نوبة تختلف في أسبابها وهوسها؛ فعمّي عبدالرحمن ، خرج به الهَوس بعيداً عن القرية، تاهَ فجأة واختفى كلياً عنّا.
بكيتْ .. عمي عبدالرحمن، كان رجلاً يستحق البُكاء عليه، ويستحقّ أنْ تُذرف الدموع لأجله، فقد أحزن القرية عن بكرة أبيها، غِيابه لم يكن مُتوقعاً وتخيّله كان صادماً لتلاميذه، وفراقه كان صعباً وقاسٍ على مُجتمع القرية.

نعم، كان فراقه كبيراً، وحين يزورني ويَطمئن على أحوالي يقول، لا تجزعي لمصائب الأيام، سيخلف الله لكِ ولداً طيباً، وحين أريد أنْ أودّعه، يقول إبْقِ مكانك؛ فأنا لنْ أنسى دور أمك، لقد ربّتك على القِيَم والاعتزاز بالموروث.

واستمرت أم احمد في سرد حكاية عمها عبدالرحمن بأسلوب تحفيزي، كأنها تُغَيّر تفكيره وتركيزه وتصرف اهتمامه عن كثرة الاسئلة:

ـ كان عمّي عبدالرحمن رجل مُتواضع إلى حد كبير وكان نِعْم الرجل هو، علّمني فلسفة التفكير كما علّمني أسلوب الفِطنة والتركيز؛ أمّا زوجي الحبيب عبدالله، فكان سبب فجيعتنا التي لا نَعْلم عنها شيء! فقد حدثتْ بغتة، وحادثته لم تكن مُتوقعة بتاتاً؟
رغم أني أرى، إنّ للموت فلسفة مأخوذة بالأسباب وبتلك الاسباب، قضتْ على المُسبّب، فأنا لا أؤمن بحدوث الموت دون سبب؛
 فمثلاً الألم سَبب والهَمّ مُسبب، الحُمى سَبب والمرض مُسَبب. ولذلك أعتقد أنّه ومن خلال خلقَ الاسباب وُجِدت المُسببات؟
 فلو قُلنا، مات فلان فذلك يعني، أنّه استجاب لداعي الموت، وكانت الاستجابة هنا قهرية نافذة؛ والحُكم فيه وقوع الفِعل. والفاعل هنا حقيقي، فهو المُسبب للفعل؟
إذن نقول لا يقع السَبب الفعلي دون مُسبب فاعل؟ حتى وإنْ كُنّا نجهله، فالفاعل كوّن أثر السّبب وأوجد المُسَبّب والسَبب ـ هنا ـ أنه تبارك وتعالى بقدرته باعث للسَبب ومُقدّراً في المُسبب؟  
    والموت لا رادّ لقضائه فهو كائن يُصيب كلّ مَخلوق وكل نفس، وبعبارة أخرى، قد يُبرر السّبب بالموت بينما الفِعل لا يُبرر إلاّ بالمُسبب.
فلو قلنا، أنّ أحداً سقط من أعلى قمة جبل، بمعنى، كان سُقوطه مُبررا للفعل الذي أحدثه السبب فحوّله إلى مُسبب. وقِسْ على ذلك كل الاسباب، فمثلا، لو شعر أحداً بالإحباط او القلق النفسي، فالإحباط سبب وتأثير الاحباط على النفسية من بواعث الاسباب والفِعْل هنا التأثير الباعث إلى المُسبب؛

ومن مُنطلق فجيعتي بزوجي، فأنا على يقين تام ، بأنه مات بذات السّبب أو بالمُسبّب،  فالموت واقع لا محالة؛
لذلك فأنا أؤمن بفلسفة الاسباب، وكما يقولون تعددت الأسباب والموت واحد فلا مفرّ من نزول الموت في أي وقت ومكان، وحين يجتمع المُسبب مع السّبب فلا يُمكنك إلا أنْ تُسلّم بقبول العُذر، عُذر تقنع به نفسك ظناً زائداً، حتى ولو لم يكن ذلك المُسبب باعثاً للموت، لكنك قد تُسَلّم به؛
فالأسباب قِيْل عنها، تهذيب للنفس والمُسبب تعميق بالشعور بحبّ الحياة؛
وأنا ـ أرى أيضاً ـ أنهُ، كلما زاد الإقرار في النفس كلما اقتربت النفس إلى الإطمئنان، ووجود السّبب مُلازم للمُسبب فهُما علاقتين مُتلازمتين، وذلك ليس مُنافي لسنة الحياة في الخَلق.

   سكتت ثم غمغمت بكلماتٍ لم تُفهم. لَغْلغل لسانها وثَقُل. حاول أحمد تهدئتها. تلاطفَ معها. وبصعوبة، وكأنّ شيئاً في بدنها يهتز أو هيستيرية بدت في داخلها، ثم أخذتْ تنظر في وجهه، ثم اردفت:

ـ تلك أيام خلت بشدتها على الناس أجمعين، ولكنّ الحياة لا تتوقف، فبعد العُسر يُسراً، تلك هي سُنة الحياة.
 ولا يأتي الفرح إلا بشعور سارّ، وذلك الشعور باعث للسُرور، وكلما أصيب الانسان بذلك الشعور سرّت نفسه وفرح واستبشر، حتى الارواح التي تُغادرنا تبقى على سُرورها فرحة مُستبشرة، وكذا هي روح أبيك تركتْ خَلفاً صَلداً وإبْناً لا ينكسر، فكن مُلتزماً لتحقيق ما سُرّت به روح أبيك، وأبْقَ مسروراً بلا تردّد  ولا انكسار ، فالتردّد من فساد العزم.

توقفت قليلا. سامحني بُنيّ، إنْ بدوتُ غليظة وقاسية، ذلك كله من أجل أنْ تنهضَ بالمسؤولية! كل شيء في الحياة، يحتمل الصّواب والخطأ، ويهمّني أكثر أنْ تنجح في توثيق حكاية أبيك؟؛
 
ظل أحمد صامتٌ واجم بلا حركة. ثم قال وهو يُغمغم:

ـ ليتَ أبي سمعَ كلامك، وتوقّف عن شدّته؛

    تماثلتْ صُورة لم يتبيّن حقيقتها بوضوح، لكنه يُصِر على أنّ هيئتها رجل ولو لم يتعرّف عليها؛
 
عصبية بدتْ عليه:
ـ يا إلهي من الذي يُسَجّى في ثوب أبيض؟ ومن أي قرية هو؟ ولماذا تجرّ جسده عربة موصولة بجسد دابّة وتصعد به إلى أعلى قمة جبل البحر؟

تعليق عبر الفيس بوك