راشد بن حميد الراشدي **
إنها عُمان أرض الشوامخ منذ قرون غابرة بأمجادها وبطولاتها العظيمة بعزائم رجالها الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، سيرتها العطرة عبر مختلف السنين والحقب الماضية تناغمت مع حاضرها المُشرق السعيد فقد كانت وفيةً للصغير والكبير في نصرة الحق وتمييز الصلاح لما فيه خير الشعوب.
وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصف أهلها بفضائل الأخلاق، وكتب عن بطولاتها التاريخ الناصع البياض في بُعد عُمان عن كل الفتن، فقد كانت واحة للأمان عبر الزمان يستغيث وينزع إليها كل ضعيف فتجدها مع الحق ملبيةً لكل أخ وشقيق فهي شجرةٌ وافرة الظلال ضربت أروع المُثل في أصائل الفعال ومنابع الخير وخصال النور حتى أنار ضياء نورها العالم بأسره.
عُمان وطن يُفدى بالروح والدم والحال والمال ممتد بغزارته إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
واليوم تظل وتبقى عُمان قلعة من قلاع العالم الصامدة الراسخة بأعمالها الشاهدة على حسن نواياها وصلاح سيرتها وسريرتها فهي حاضنة الأمل؛ حيث حازت التقدير من دول العالم والإشادة بما تقدمه من وفاء للأمة جمعاء حيث تقف على مسافة واحدة من الجميع تمد يدها حيثما قُدر لها المعروف فكانت على الموعد والعهد مع الجميع.
عُمان وطن يسكن في قلب كل غيور مُحب لوطنه مهما آل إليه من أحوال؛ فهي سحائب صيف ستنقضي وتعود الأرض خصبة تُجنى فيها زروع الخير ليعيش أبناؤها عيشا كريما ومجدا زاهرا، تُرفع فيه رايات المنجزات والمشاريع العملاقة والتي ستؤتي أوكلها وينعم بثمارها الوطن وأبناؤه الكرام بإذن الله.
هو وطن سيبقى ويظل شامخًا مهما حاول السفهاء النيل منه، وهؤلاء لا همَّ لهم سوى مصالحهم الدنيئة ونفث سمومهم النتنة التي حملتهم بسوء خلقهم على قدح أوطانهم فصاروا منبوذين بنباحهم وعوائهم الذي طال فضاء الوهم، وهم يتشبثون بشهرة ونفس خبيثة لا تعرف من القاموس إلا كلمات السوء والمكر، بدلًا من مساندة أوطانهم والدفاع عنها بكلمات الصدق، فأصبح نباحهم وعواؤهم الذي يأتي من خارج الوطن كسراب بقيعة؛ فأفعالهم تدلل عليهم كعملاء مأجورين يقذفون وطنهم بالحجارة التي لا تصل إلا لمرماهم القصير، فترتد عليهم وبالاً وحسرة ستظل تتبعهم حتى هلاكهم في دنياهم وأُخراهم وتلجم أفواههم القبيحة بملحمة أبناء عُمان في محبتهم لأوطانهم وترابطهم وتماسك بنيانهم.
إنه وطن الصالحين الشرفاء الأنقياء الذي يعملون من أجل رفعته والذود عنه وبناء أركانه ليظل شامخ البنيان متسع القوام عامراً بالخيرات والمنجزات .
دعاؤنا في هذه الأيام المباركة أن تهل على عُمان وسلطانها وشعبها صنوف الرحمات والخيرات والنِعم، وأن ترتفع كل الأزمات التي تحيق بالعالم، وأن تتسارع وتيرة نهضة عُمان المتجددة لتبني تطلعات وآمال الشباب لغد أفضل على جميع المستويات والمجالات؛ فعُمان بلد حباه الله بثروات وتضاريس ومساحة كبيرة حيث تشرف شواطئها على أهم بحار العالم وخلجاته ومحيطاته.
سلطنة عُمان وطن ماجد يسكن في قلب كل عُماني غيور ولن يباري أحدًا ويزايد في محبته على أبنائه… فلتعش بلادي كريمة أبية معطاءةً بالخيرات بإذن ربها على مدى الأزمنة والعصور، فعُمان بلد السلام والأمان والوئام.
** عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العُمانية