أيام مباركات

 

سارة البريكي

sara_albreiki@hotmail.com

 

نعيش في نفحات إيمانية نقية إذ إنِّها خير الأيام وخير الشهور وقت عظيم يمر علينا ونعيش ساعاته ولياليه، إن البقاء في هذه الأيام نعمة عظيمة لنا فالأجور تزيد والطاعات تكثر فلنحمد الله أن أبقانا لنعيش تفاصيل هذه الأيام الطيبة من العام وهي الأيام العشر.

إن جميع البشر وجميع المسلمين في أقصى مساحات الأرض يأتون حجيجا ولكل فردٍ منهم قصة ولكل فرد منهم شأن فالله يوزع الأرزاق والتواقيت وفقاً لنظام كوني هو العالم به؛ فأنا حلمي وأمنيتي أن أحج بيت الله ولكن لم تسخر لي الأسباب والمسببات لأكون هناك وغيري الكثير ممن يتمنون التواجد في تلك البقاع إلا أن الوقت لم يحن ولازلنا من المنتظرين.

إن استغلال هذه الأيام التي يغفل عنها الكثيرون الاستغلال الأمثل وتسخير أوقاتنا لله والبعد كل البعد عن منغصات الحياة وسارقي الوقت (الهاتف- التلفاز) هو الأمر الذي سنجني ثماره طيلة أيام العام والعمر فنحن خلقنا لنعبد الله وكل ما يحول بين المرء وعبادته لربه وجب أن يستأصل فهو حشرة سامة نتنة الرائحة ويجب الابتعاد عنها.

إن الحنين لمكة والمدينة وجبل عرفات ومنى والمزدلفة ورمي الجمرات ومناسك الحج عموما عظيم والمشاعر الروحانية حيث البعد عن ملذات الدنيا والذهاب بقدميك لتلك المشاعر هو انتصارك وبلوغك رأس الهرم في أعمالك ودرجاتها إن الدين الذي نعشقه والذي يجري مجرى الدم في أوردتنا هو الدين الإسلامي الحنيف دين الله ورسوله الكريم.

إن المسلم الذي لا يفكر كيف يكون في تلك البقاع الطيبة والذي يهتم للدنيا أكثر من اهتمامه بالذهاب إليها هو مسلم بالحروف فالعقل والقلب كلما كبرنا يتحدان على طاعة الله ورسوله الكريم.

المسلم الذي يهتم للتفاصيل الأخرى والبحث عن مستلزمات العيد ووو في وقت وجب عليه التقرب لله بالطاعات والأعمال والإكثار من الأعمال الطيبة هو في دوامة مضيعة الوقت هباءً منثورا فأوقاتنا محددة ووقتنا قصير لذا فلنستغل كل لحظة نحن بها على هذه البسيطة فالصيام والصدقات والأعمال والكلمة الطيبة والتفريج عن الأسر المتعففة والناس البسطاء ومساعدتهم والعمل الدؤوب والهمة العالية أفضل من تضييع الأوقات في التفاهات.

عيدٌ سيطل وسيفرح المسلمون ولكن كي تحس فعلا بطعم العيد عليك أن تقوم بالطاعات المختلفة فالأيام العشر المباركة الأجر فيها يتضاعف والأجور تعلو والله كريم يحبنا ويوجد لنا الخير وأنهار العطاء ونحن غافلون.

إن إحياء شعائر الله من تكبير وتهليل يدخل فالنفس السرور والبهجة وحب الله لا يضاهيه أي حب آخر فهو الأساس الذي ولدنا من أجله وباقي الأمور تندرج تحت اسم المكملات.

دعوة قلبية مني لكل مقتدر أن يفرج بالقدر الذي يستطيعه على الأسر والبيوت وأصحابها وأن يسأل عن الناس الذين هم بحاجة للمساعدة فالأب الذي تتكون أسرته من 1-12 فرداً كيف بإمكانه أن يسعد بالعيد وهو غير قادر على توفير احتياجات ومستلزمات العيد وفي بعض الأسر يكون الأب متوفياً تبقى الأم الثكلى تعاني الأمرين ويا معشر الطيبين ومن تبحثون على الأجر والثواب فسارعوا هذا وقتكم ومن كان مع الله كان الله معه ومن لمس حب النَّاس له بأعماله وأفعاله وجد حب الله فإذا أحبك الله أحبك بقية خلقه وأكرمك وميزك وأعطاك فأنت تستحق لكونك وقفت وساندت وشاركت وأعطيت.

أحبتي..

ليس كل إنسان معصوم عن الخطأ ولكن الله ميز البشر بعقل يزن الجبال ولكن أحياناً هذا العقل لا يعمل بالطريقة الصحيحة إن لم تكن مع الله فإن أعمالك ليست لله وكل ما تقوم به من أفعال هي هباء منثور لذا حافظ على أعمالك وحسناتك ودعها مخزوناً لك ولحياتك الأبدية.