‏المواطنة الرقمية

 

د. يحيى بن محمد البوسعيدي

yms.71@hotmail.com

 

‏عندما نتحدَّث عن أهمية تفعيل المواطنة الرقمية من خلال ما يكتب أو ما يشاهد أو ما يعرض من محتوى في الإعلام الرقمي بشتى صوره فإنَّ ذلك يجب أن يكون متفقا مع منظومة القيم الروحية، ومستخدما أدوات وأساليب عصرية، ومتكاملا مع التشريعات والقوانين والأنظمة السارية، ونابعا من دور وفاعلية المسؤولية الفردية والجماعية، ومتناغما مع القيم والأعراف المجتمعية، وملبيا للاحتياجات العلمية والثقافية والمعرفية والبحثية الآنية والمستقبلية؛ بما يكفل الاستدامة والاستفادة القصوى من الثورة المعرفية والرقمية.

بذلك نستطيع تحقيق الأمان النفسي والاجتماعي والعاطفي للأطفال وللكبار، ونتمكن من الحفاظ على قيمنا وهويتنا عادتنا وأعرافنا، كما نستطيع تكريس وترسيخ وتفعيل قيم المواطنة الصالحة والوقوف ضد جميع الهجمات الفكرية التي تستهدف السلم الأهلي أو تسعى لنشر  التغريب الثقافي أو تكرس النظرة السوداوية وتفقد المجتمع ثقته في رموزه ومؤسساته من خلال نشر المقارنات الظالمة المنتقاة والموجهة، أو الترويج للإشاعات المرتبطة بحياة الناس، من خلال نشر الأكاذيب وفبركة الصور والمقاطع لتحقيق الأجندات الممنهجة، ويقينا متى ما تم تفعيل وتكريس قيم المواطنة وبات الفرد عارفا بحقوقه وواجباته ومدركا للتحديات الخارجية التي تستهدف الأفراد والمجتمعات، ومطلعا على ما حل من تدمير وتفتيت وخراب ودمار لدول وأقطار تم شيطنة أفرادها وتخريب سلمها الأهلي وصناعة الكراهية بين مكوناتها المختلفة؛ سيتمترس ويتوحد الجميع صفا واحدا ضد كل دعوات الفتن والتضليل والتغريب والتحريض الممنهج التي يتولى كِبرها أعداء الوطن والدين وينفذها العملاء والمغمورون والمغرورون والمنسلخون من أوطانهم ودينهم.

 

تعليق عبر الفيس بوك