أدوار منسية

 

‏راشد بن حميد الراشدي **

 

ما يحدث من زحف العمالة الوافدة على جميع المهن التي قد تكون مفتاح السعادة والرزق لكثير من شبابنا الباحث عن عمل والمُسرَّحين مع ضعف الرقابة والمتابعة وتطبيق القوانين والأنظمة التي تحمي المواطن وتسخّر له إمكانيات وطاقات وثروات بلده وتقدمها له كي يعمل بجد واجتهاد ومثابرة، شيء نأسف له، ولا ندري ما الذي يحصل من حولنا، وما هو المغزى من كل ذلك؟!

هل هناك أدوار منسية نحو حماية المواطن من جشع هذه العمالة الوافدة المُتكسبة على حساب الوطن وأبنائه؛ فبعد انتشار عدد من المقاطع لمُعاناة الشباب من العمالة الوافدة غير المُنظّمة ومنافستهم الشرسة لهم في الأسواق وما تمَّ من قبل من مناشدات حول آليات عمل الوافدين وتمكنهم من قطاعات كبيرة، أخرجت الشباب المكافح من سوق العمل وصرخات استغاثتهم التي لم تسمع إلى اليوم تدوي في كل مكان وذلك من خلال التسهيلات المُقدمة لهم كقوانين الاستثمار مع ضعف التعمين المنشود .

فقد آن الأوان اليوم للقيام بالدور المنسي والمهم والضروري جدًا الذي يجب القيام به من جميع جهات الاختصاص ولأعلى مستوى في ضرورة تنظيم سوق العمل بما ييسر ويسهل على المواطن خدمة وطنه بإخلاص وخوض كل ميادين العمل والتجارة الحرة بأريحية كبيرة من خلال قوانين تحمي المواطن، مع ضرورة مكافحة كل أشكال الاستغلال والتجارة المستترة التي تُمارَس سرًا وعلنًا، ومنع الوافد من المنافسة مع وجود الموارد الوطنية البشرية في أي مهنة يستطيع المواطن العمل فيها.

إنَّ ما سمعناه من صرخات العديد من الشباب الخريجين من عدم توافر فرص وظيفية نجد مقابله آلاف العاملين من العمالة الوافدة والذين قدَّموا إلى الوطن في قطاعات شتى دون ضوابط أو رقيب عليهم خاصة وأن هناك قطاعات حساسة كقطاع المؤسسات الكبيرة والعاملة في مجالات شتى كأسواق المواد الغذائية والنفط والغاز والوكالات التجارية وغيرها التي يستحوذ على الوظائف فيها عدد كبير من العمالة الوافدة ولم نسمع حتى اليوم تحركا فعليا يعطينا بسمة أمل لأبنائنا الباحثين عن عمل أو المسرحين.

أين دور الجهات المعنية وقد امتلأت الأسواق والمدن والقرى بآلاف العمالة غير القانونية التي تعيش بيننا وتنافس المواطن في كل صغيرة وكبيرة.

أدوار منسية إذا ما فُعِّلَت ستفرِّج عن الشباب همهم وكربهم ولو تم ضبط آليات عملهم بالشكل الذي ينظم سوق العمل ويجعل الأولوية للمواطن المُثابر في كل منابر العمل وميادينه، سنجد آلاف الوظائف لأبناء الوطن.

اليوم يرفع أبناء الوطن نداءاتهم للمسؤولين لإنقاذهم من شبح المنافسة الخاسرة التي يعيشونها وضبط العمالة الوافدة المخالفة والمنافسة لهم وإيجاد فرص وظيفية عبر الإحلال المباشر للمواطن ‏الكفؤ في مختلف الوظائف بجميع القطاعات؛ فالمواطن أحق بوطنه من الوافد، وهذه السياسات تنفذها معظم دول العالم ويجب إيجاد الحلول الجذرية السريعة لنجاح توطين الوظائف وتشجيع الشباب على بناء وطنه.

أدوار منسية أتمنى أن يشرق نورها ليعم الوطن وأبناءه قريبًا، فلا يعقل أن يتكسب الوافد على حساب أبناء الوطن دون قوانين منظمة تحمي أبناءه .

حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها ووفق شبابها في كل ميادين العمل، فلا زالت هناك أدوار منسية يجب القيام بها.

** عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العُمانية