رحيل آخر حملة مشعل العلم في العصرين

 

 

خالد بن سعد الشنفري

 

إنّا لله وإنا إليه راجعون، لله ما أعطى ولله ما أخذ. رحل عنَّا آخر حملة مشعل العلم والتدريس في المدرسة السعيدية بظفار، رحل آخر رجال العلم والتدريس والأخلاق والتقوى والورع والقناعة والإنسانية في أبهى معانيها.

وقد شرُفت بتلقي العلم على يديه بالمدرسة السعيدية بظفار، والتي كانت أولى المدارس السعيدية الثلاث في عُمان منذ الأشهر الأولى لبزوغ نهضة عمان الحديثة 1970 على يد بانيها المغفور له بإذن الله السلطان قابوس بن سعيد.

صورة داخل المقال (3).jpeg
 

لا زالت الذاكرة حيَّة رغم مرور أكثر من نصف قرن من الزمن لأنَّ الغرس الذي غرسه فيها هؤلاء المعلمون الأفذاذ الذين قلما يأتي بهم الزمن منذ النشئة الأولى كان جميلا.

الأستاذ والمربي الجليل الشيخ ربيع بن جمعان بن سعيد الشجيبي وزملاؤه من تلك المرحلة كانوا من الكوكبة المميزة جدًا، ومنهم: الأستاذ حفيظ الغساني والأستاذ عبد القادر الغساني والأستاذ علي مقيبل والأستاذ كاتم تيسير والأستاذ عامر الشنفري والأستاذ عمر العيدروس والأستاذ محمد العيدروس، كانوا فعلًا هبة من الله لنا في تلك المرحلة.

الأستاذ الشيخ الراحل كان أيضا جارًا لنا في الحافة، التي كان 4 من أبنائها البررة ضمن هذه الكوكبة المذكورة، وقد انعكس ذلك علينا ليس في المدرسة فقط؛ بل وفي مساجدنا وحاراتنا وأزقتنا.

رحمهم الله جميعا ورحم تلك الأيام الخوالي.. أيام: "قم للمعلم وفه التبجيلا // كاد المعلم أن يكون رسولا".

صورة داخل المقال (1).jpeg
 

كُنّا ونحن في عز لعبنا لكرة القدم في الساحات بين منازلنا وفي الحارات أو أي من لعبنا الشعبية آنذاك كرة قريع وغيرها، نجد اللعب قد توقف فجأة وتقدم أول من ينتبه منَّا لمرور أحد من هؤلا المعلمين بالقرب منَّا فنتشكل سريعاً في طابور للسلام عليه وتقبيل يده.

غرسوا فينا العلم مع الدين والأخلاق غرسا وعطفوا علينا صغارا واحترمناهم منذ صغرنا وفي كبرنا ولا ننسى ذكراهم ما حيينا.

رحم الله أستاذنا الشيخ الجليل ربيع، وأسكنه فسيح جناته وفي الفردوس الأعلى من النعيم مع زملائه الأبرار وكافة موتانا وموتى المسلمين.

عزاءنا لأبناء الأستاذ الشيخ الأفاضل المحترمين وأبنائهم وللحافة ولظفار وعمان كلها في فقيد العلم والأدب.

صورة داخل المقال (2).jpeg