سالم بن نجيم البادي
الانتخابات التركية التي جرت مؤخرا كانت محط أنظار العالم كله وكانت من بين أبرز الأحداث المهمة التي حظيت بالاهتمام والمتابعة والترقب وقد أظهرت رقي ونضج التجربة الديمقراطية التركية ونفت ما كان يروجه خصوم رجب طيب أردوغان من أنه دكتاتور.
وعلى مدار الأعوام الماضية التي لمع فيها نجم رجب طيب أردغان في عالم السياسة في بلده تركيا كنت معجباً بالرجل وأتابع أخباره بتقدير واحترام رجل مهيب له كاريزما تشد الانتباه إليه. والرجل لا شك أنه مختلف ومتميز وصاحب رؤية ثاقبة وعقل راجح وذكاء متقد وحكيم ورزين وحازم وهو رجل تركيا القوي بلا منازع ولديه مبادئ لا يحيد عنها وأردوغان ومن وجهة نظري هو شخصية فذة يستحق أن ينال إعجاب الملايين من الأشخاص حول العالم وليس في تركيا وحدها.
ويطول الحديث عن رجب طيب أردوغان وإنجازاته الاقتصادية والسياسية العملاقة والسمعة الرفيعة التي تميزت بها تركيا في عهده وجعلت ملايين السياح يفدون إليها من كل بقاع الأرض والإقبال منقطع النظير على البضائع التركية والمطاعم التي تقدم المأكولات التركية والمطاعم التركية منتشرة في معظم المدن العمانية وأهل عمان وخلال الأعوام الماضية كانت تركيا المكان المفضل لديهم للسياحة وقل من بقي منهم لم يذهب إلى تركيا.
وحتى المسلسلات التركية التي نالت إقبالًا كبيرا في كل أنحاء العالم مثل مسلسل قيامة أرطغرل وحريم السلطان ووادي الذئاب وغيرها من المسلسلات. والمسلسلات التركية صارت واقعًا ثقافيًا لا يمكن إنكار تاثيره على بعض الشرائح في المجتمات العربية حتى إن بعض الأسر يسمون أبناءهم على أسماء أبطال هذه المسلسلات هذا هو واقع الحال، وإن كنا لا نتفق مع بعض ما يطرح في بعض هذه المسلسلات حين يتعلق الأمر بمخالفة الشرع الحنيف والقيم والأخلاق.
والتقدم المذهل الذي حدث خلال حكم أردوغان في مجال الصناعات العسكرية وأبرزها طائرات بيرقدار المسيرة، يشير إلى رغبة تركيا في الاكتفاء الذاتي والانعتاق من التبعية وبالتالي الحرية في اتخاذ قراراتها وتصرفاتها دون الوصاية من أحد.
والخدمات الاجتماعية والصحية وفي هذا الجانب لانستطيع القول إن تركيا قد أصبحت جنة في الأرض ومثالية وخالية من المنغصات والمشكلات والفقر والفقراء والغلاء والضعف الذي يعتري العملة التركية والاقتصاد التركي بين فترة وأخرى كما أن أردوغان ليس معصوما من الخطأ والتقصير وقد يضطر أحيانًا إلى المهادنة والمسايرة من أجل مصالح تركيا العليا وهو العارف بخبايا وأحوال ودهاليز السياسة، لكن كل ذلك لا يقلل من النجاحات الكبرى التي حققها رجب طيب أردوغان وأنه في كل مرة كان قادرًا على تجاوز العقبات وصد هجمات أعدائه والتصدي للمؤامرات التي تحاك ضده من داخل تركيا وخارجها. ولعل أبرز ما واجهه أردوغان هو الانقلاب في العام 2016 والحملة الشعواء ضده بعد أن حول كنيسة آية صوفيا إلى مسجد وقضية اللاجئين والثورة في سوريا وتبعاتها، وقضية بعض الأحزاب الكردية المناوئة له وقضية الحدود البحرية مع اليونان والحرب ضد العملة التركية والزلزال المدمر الذي ضرب بعض المدن التركية، لكنه في كل هذه القضايا لم يستسلم وخرج منها منتصرا بطريقة أو بأخرى.
ويكفي الرجل فخرًا وعزًا وشرفًا ما قام به من أجل جعل الناس أحرارًا في ممارسة شعائر الدين الإسلامي بعد عقود من التضييق والمنع وقد أعاد الهوية الإسلامية لتركيا وعمل على الحد من تدخل الجيش في السياسة وأمور الحياة العامة، والحد من شراسة العلمانية وتغولها في المجتمع التركي، والمحافظة على قيم الأسرة ووحدة المجتمع التركي، ومحاربة الشذوذ والمثلية، يعلن ذلك صراحة ودون الخوف من ردات الفعل المتوقعة من القوى العالمية التي تدافع عن الشواذ وحقوقهم. ويتداول الناس على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي مشاهد تظهر أردوغان وهو مع أفراد الشعب وحين يزور بسطاء الناس والفقراء وهو يصلي وهو يتلو القرآن الكريم ولا تخلو خطاباته كلها من ذكر لله والدعاء وهو يدافع عن الإسلام والمسلمين دون مواربة. والناس يتحدثون عن بره بوالدته وصلة أرحامه وجيرانه واللطف مع أفراد عائلته وتواضعه وانشغاله بالقضايا الإنسانية العادلة في العالم.
والرئيس رجب طيب أردوغان صار من زعماء العالم الأكثر شهرة وهو يثير الإعجاب والانتقاد والذين يحقدون عليه كثر، وهذا شأن المؤثرين والمشاهير وصناع التاريخ وأصحاب المنجزات الكبيرة ولا أحد يسلم من كلام الناس وحقدهم وغيرتهم.
والمهم أن رجب طيب أردوغان قد خدم بلده وقادها بخطوات واثقة وراسخة نحو التقدم والازدهار وجعل منها دولة محورية الجميع يطلبون ودها وكفى.