وداعًا أبا رائد

 

عيسى الغساني

العزيز نبيل الغساني

الرحيل عن هذا العالم المادي حقيقة ندركها ونؤمن بها، لكن رغم ذلك لا نستطيع سبيلا إلى ألم الفقد والغيبة.

يا له من صباح كئيب يوم 30/5/2023، حين نُقل لنا خبر رحيل الأخ العزيز العقيد الدكتور  نبيل الغساني (أبو رائد)، خبر يحضر الكمد إلى القلب، والأسى إلى الجوارح. رحلت ولن تعود يا أبا رائد، نستودعك رب كريم، ونسأل الله أن يتغمدك بواسع رحمته وغفرانه، ويسكنك عالي منازل الأخيار في دار الخلود، ربنا اشمل بلطفك أسرته واجعل لهم في الصبر والسلوان النصيب، واربط على قلوبهم وخفف ألم الفقد والرحيل، ولإخوانه الكرام الصبر الجميل، الإسكندرية في ثمانينات القرن المنصرم، كانت حاضنة لطلاب العلم من السلطنة في مختلف جامعاتها، وكان الراحل في كلية الآداب علم النفس، ثم التحق بسلك العمل الوطني بشرطة عُمان السلطانية، واختتم مسيرته المهنية بالتكريم، عندما تقابله يسبقك بابتسامة ملؤها التفاؤل الدائم الذي كان صفة ملازمة له حتى في لحظات المرض التي تجاوزها من عدة سنوات.

تتجول في ذاكرتي سنوات أربع قضيناها معًا في الإسكندرية بمصر، نتبادل الحديث صباح مساء عن المستقبل وأهمية التعليم، ويتنهي الحديث بذهاب كل منَّا إلى مقاعد الدراسة. وأبو رائد لطيف المعشر، محب للآخرين عطوف. العزيز أبو رائد سيفتقدك منزل جميل هادئ، هانئ، كنت ضياءه ونوره وابتسامته وعطره الفواح وأريجه الدائم وشمسه المشرقة، التي يستشعرها ويحس بدفئها كل من يعرفك، ستفتقدك أسرتك الكريمة، أبناء زرعت فيهم القيم والفضيلة والعلم وحب الخير ودماثة الخلق وقيمة الاحترام ونجدة الآخرين، سيفتقدك إخوانك وأقاربك، في كل شبر من محافظة ظفار، سيفتقدك كل من يعرفك وقدمت له يد العون، ومن لا يعرفك وقصدك وقدمت له يد العون بكل ما تستطيع من قول معروف وإغاثة وكلمة طبية.

سيفتقدك زملاء الإسكندرية، سيفتقدك الوطن.. الوداع أيها الراحل الكبير، رحلت ولن يرحل العمل الطيب ولن ترحل الذكريات، أبا رائد نستودعك الله الذي لا يضيع من في داره، دار فيها ما لا عين رأت ولا خطر على قلب بشر.

يعصر الألم الجوارح عند فقد عزيز، لكن قضاء الله لا مرد له، وإنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله.