علاقات تاريخية وحسن جوار

 

‏راشد بن حميد الراشدي **

 

تاريخ ممتد بين مسقط وطهران يرتبط بعلاقات تاريخية وأخوة صادقة، وسمو في احترام حقوق الجار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير، والتعاون والتعاضد في قضايا الأمة الإسلامية والمنطقة بشكل خاص؛ مما ساهم في خلق توازن صادق بين الدولتين الصديقتين في جميع المجالات وجعلهما محورًا مُهمًا في العالم لحل معظم قضايا المنطقة.

والعلاقات التاريخية الممتدة بين سلطنة عُمان والجمهورية الإسلامية الإيرانية أثبتت نوايا الدولتين في العيش الكريم والتآخي وحسن الجوار الذي شاب هذه العلاقات طوال سنوات مضت. ومع بزوغ فجر النهضة المباركة في عام 1970 كان لإيران دور محوري في استقرار سلطنة عُمان عبر مشاركتها في طرد المتمردين والمعتدين في حرب ظفار، مما كان له الأثر البالغ في تقوية أواصر الصداقة والأخوة بين البلدين والذي انعكس على التعاون السلمي في جميع المجالات بين البلدين رغم ما مرت عليه المنطقة من ويلات الحروب والفتن التي عصفت  بها طوال نصف قرن.

اليوم تُكمل سلطنة عمان مسيرة السلام التي اختطتها لنفسها لرأب الصدع بين بلدان المنطقة وتقريب وجهات النظر واحترام حقوق الغير وعدم التدخل في شؤونهم الداخلية والتعاون الوثيق الصادق المبني على حسن النوايا وخاصة مع المصالحة بين الأشقاء في المملكة العربية السعودية مع جارتهم في المنطقة الجمهورية الإيرانية الإسلامية مما سينعكس أثره من خير على المنطقة جمعاء.

وزيارة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله- لطهران ولقاؤه بالرئيس الإيراني، توطيدٌ لتلك العلاقات المميزة التي تربط بين البلدين والسعي لتطويرها في مختلف المجالات وخاصة الاقتصادية والاستثمارية لما تتميز به الجمهورية الإسلامية الإيرانية من تقدم وخبرات في مختلف المجالات ومقومات واعدة تسهم في النهضة المتجددة، وما تزخر به سلطنة عُمان من موقع جغرافي وثروات ومقومات مشجعة للاستثمار فيها حيث تحفل السلطنة باستثمارات واعدة ستعمل على نقل الخبرات والاستثمار والتبادل التجاري بين البلدين لما فيه من خير ورخاء لأبناء الشعبين الصديقين.

إن مكنونات هذه الزيارة ونتائجها ستظهر بإذن الله قريبًا في أوجه الحياة في البلدين الصديقين وسترسم آفاق وملامح مستقبل سعيد على شعبي البلدين وشعوب المنطقة في إطار من ديمومة علاقات السلام والوئام التي تميزت بها سلطنة عُمان وجمهورية إيران طوال عقود مضت مما أكسب البلدين احترامًا دوليًا لتلك العلاقة والتي كانت مسارًا للسلام، والتي نأمل أن تتوسع أُطرها ومداركها لتحمل حمائم السلام إلى كل بقاع العالم.

حفظ الله قادة الدولتين وشعبيهما، وأدام المحبة بينهما لما فيه خير ونماء البلدين.

** عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية