الذكاء الاصطناعي بين الأسطورة والواقع

 

منى بنت حمد البلوشية

عندما نتحدث عن الذكاء الاصطناعي (AI) لا بُد لنا أن نعرف نشأته التي يمكن إرجاع أصولها إلى منتصف القرن العشرين في عام 1950، عندما بدأ الباحثون في استكشاف مفهومه، ومن الشخصيات الرئيسة التي بدأت في التطوير المبكر للذكاء الاصطناعي هو عالم الرياضيات وعالم الكمبيوتر البريطاني آلان تورينج، الذي اقترح مفهوم "اختبار تورينج".

واختبار تورينج هو مقياس لقدرة الآلة على إظهار سلوك ذكي لا يمكن تمييزه من الإنسان فهو شبيه به. ويعد الذكاء الاصطناعي أحد مجالات الحوسبة التي تهتم بتطوير الأنظمة والبرامج التي تتعلم وتتطور وتتكيف مع البيئة وتتمتع بالقدرة على اتخاذ القرارات وحل المشكلات والمهام بشكل ذاتي.

في الآونة الأخيرة أصبح الذكاء الاصطناعي الشغل الشاغل لدى الكثيرين، وخاصة عندما نزلت خدمة الدردشة وقد أعجبوا بها وهذا ما أُحذر منه من استخدامه وعقد الدردشة معه فهي طريقة لا نعلم مصدرها وعدم الوثوق بها، عندها جاءني الفضول لأن أطرح سؤالي على من يُتابعني عبر برامج التواصل الاجتماعي في رأيهم بالذكاء الاصطناعي بشكل عام، فمنهم من هو راضٍ وآخر ساخط عليه، وخاصة عندما جاءت أحد الردود "سيكون خطرا على طلابنا" فمن الأساس لا يوجد هناك خطر على طلاب المدارس من الذكاء الاصطناعي وهناك العديد من المدارس تستخدمه لتحسين عمليات التعلم وتحديد احتياجات الطلاب التعليمية ومع ذلك يجب على المدارس والمعلمين التأكد من استخدام التكنولوجيا بطريقة آمنة ومسؤولة وتوفير الدعم اللازم للطلاب في استخدام هذه التقنية.

أما من يقول إن الروبوت والذكاء الاصطناعي سيحل محل الوظائف والمهن في المستقبل، يمكننا القول إنه ربما يتم استخدامه لتحسين بعض العمليات الأساسية والتكرارية، ولكن علينا الاعتراف بأن هناك بعض المهن والوظائف التي لا يمكن الاستغناء عن العامل البشري فيها، وسيستهلك الذكاء الاصطناعي طاقة أكثر من استخدامات البشر في إدارة الأعمال؛ مما سيؤثر على الاستدامة، وسيتزايد استخدام الروبوتات في حياتنا اليومية. ويوجد أغلى ربوت واقعي في العالم تم تطويره وهو الروبوت أليكس Alex في روسيا من قبل شركة اسمها بروموبوت روبوتس بقيمة 8 ملايين دولار ويتميز بدقة تفاصيله المشابهة للإنسان، وهو ربوت اجتماعي وتعبيري جدا، حيث يستطيع القيام بأكثر من 600 تعبير في الوجه محاكيًا للبشر.

ومن إيجابيات للذكاء الاصطناعي أنه يمكن من خلاله أن يوفر الكثير من المزايا، مثل تحسين الكفاءة والإنتاجية وتوفير الوقت والمال. كما يمكن استخدامه لحل المشكلات الصعبة وتوفير الحلول الإبداعية للمشاكل، وبالتأكيد هناك سلبياتها فهناك بعض القضايا المثيرة للجدل المتعلقة بالذكاء الاصطناعي كالخصوصية والأمان والتأثير على سوق العمل، ومن المُهم التفكير في هذه القضايا والعمل على حلها. فالذكاء الاصطناعي يمثل مستقبلًا مُشرقاً للتكنولوجيا، ويمكن استخدامه في العديد من المجالات المختلفة مثل الطب والتعليم والتجارة وغيرها.

وختامًا.. أستطيع القول إن الجيل القادم سيواجه بعض التحديات بسبب الذكاء الاصطناعي مثل تغيرات في سوق العمل وتأثيره على بعض المهن، لكن يمكن للتعليم والتدريب المستمر أن يساعد في تجاوز هذه التحديات، ولا بُد من التركيز على القيم والمبادئ والأخلاق في تربية الأجيال وعدم إهمالها، وأن يكون الآباء الدرع الواقي لهم في استخدام التكنولوجيا على الوجه الأكبر، وإسداء النصائح التي تبعدهم عن كل ما قد يُسيء إليهم، وتعريفهم بالاستخدام الأمثل له، وعدم إهمال التفكير الذكي والإبداعي لهم.

تعليق عبر الفيس بوك