ما لم يقله محمد الشيخ!

 

المعتصم البوسعيدي 

(1)

تُفقدُ المهنية عندما تغلبنا العواطف، ونسقطُ في المغالطاتِ في لحظةِ الغضب، وربما ننتشي بالجمهور الذي يبحث عن عزاءٍ له وضحية يحملها خسارة فريقه، فنقدم له "كبش الفداء" على صحن من دموع!

(2)

قضاة ملاعبنا العربية يتقدمون بخطواتٍ كبيرةٍ عن واقعنا الرياضي العربي، من زمن محمد بن ناصر وسعيد بلقولة وعلي بو جسيم والجميلين الغندور والشريف ورافع رايتنا الموسوي ووصولاً للكاف وغيرهم، والسؤال لماذا؟ ربما لأنَّ المحك والمعيار -في اعتقادي- هو الكادر البشري بموهبتهِ وكفاءتهِ ومهاراتهِ الذاتيةِ وسعيه لإثبات نفسه مع عوامل خارجية أخرى بعيدًا عن ميعار البيئة والمنهجية والاستراتيجيات، التي نملكها على الورق ونفقدها في التنفيذ.

(3)

دورينا ضعيف جدًا، "ولا يضير الشاة سلخها بعد موتها" لكن من رحم معاناة دورينا الضعيف جدًا خرج علي الحبسي أفضل لاعب كرة قدم محترف في تاريخ الخليج العربي حتى الآن، ومعه طيور هاجرت في بلاد العرب كان لها الأثر الطيب والعطاء الكبير والثناء الكثير، ومع ذلك لا زال دورينا ضعيف جدًا، ويضعف أكثر فأكثر، والشكوى لله.

(4)

خروج الإعلامي محمد الشيخ مرة أخرى، واعتذاره النبيل -لا شك-يُحسب له لا عليه، وسواءً أعتذر أم لم يعتذر؛ فحرية التعبير لا يساوم عليها أحد، وباب النقد مفتوح دائمًا للعمل والأفكار لا للشخوص والانتماء، وكل سيتحمل مسؤولية نقده ومآلاته بعد ذلك، ونحتاج بالفعل إلى لغة التسامح وقوة الاعتذار والعفو على حدٍ سواء؛ حتى لا يتلبسنا "الغل لإخواننا" وندور في حلقة فارغة إلى ما لا نهاية.

(5)

الكاف لم يكن في كأس العالم، وهو أحد حكام النخبة في القارة الآسيوية، وسمعنا قوله في ضرورة ارتفاع الصوت العُماني على صعيد التمثيل في الاتحادات القارية، والأمر ليس بجديد على أي حال، ولكن أليس من "المعيب" حقًا أن نتحدث عن ضرورة "الواسطة" لوضع الكفاءات في مكانها المناسب، وعن أي عدالة ونزاهة نتحدث، وهل حسرة انحسار صوتنا تعني بالضرورة رفع راية الاستسلام عن المطالبةِ بحقوقنا.

(6)

دورينا ضعيف جدًا، فهل ثمة "وغزة" تحرك في المسؤول ألم طعنة هذه العبارة في وسطنا الرياضي وهو يشاهد الكم الهائل من التطور في الدوريات والبطولات الكروية على كافة المستويات بالمنطقة والقارة وبدول العالم قاطبة، وهل ثمة "حجر" يحرك المياه الراكدة في أنديةٍ عاجزة، واتحاد يعاني من صراعاتٍ سابقة ولاحقة، ومتى يجهز طعام "المطابخ"، وكيف للدراسات والبحوث الهرب من الأدراج إلى الهواء الطلق، وأين اللجان وفرق العمل وخطط التطوير وبروق الأمل ورعود الوعود، وكم من "شيخ" نحتاج ليقرأ علينا سِفر ضعفنا، ونحن نقطن في "بيت العنكبوت"، بل وأشد وهنًا من بيتِ العنكبوت.