عام دراسي آخر

 

سارة البريكية

sara_albreiki@hotmail.com

 

 

عام تلو عام تتبدل الأرقام وتختلف التواريخ الأشخاص ذاتها الأب يكبر الأم تكبر الأبناء يكبرون تتغير الأمكنة تتغير الأزمنة يتغير الإحساس بتغير الأشياء المحيطة لكن يبقى لأيام الدراسة حنين مختلف.

تغلق الأبواب تطفأ الأضواء يغادر الطلاب تغادر المعلمات تبقى ساحات الطابور هادئة وساحات الملاعب والفصول والممرات وغرفة المكتبة وغرف التقنية والحاسوب وغرف المهارات وخشبة المسرح وغرفة الموسيقى وغرف الكادر التدريسي والأخصائية والمديرة وشيء آخر.

أما غرفة الحارس فتبقى بإضاءة خفيفة وبوحشة كبيرة، في كل عام يسافر أحدٌ آخر وفي كل عام يولد شخص جديد وفي كل عام تتساقط زهرة وتزرع أخرى يتنافس المتنافسون لنيل الدرجات العالية بالجد والاجتهاد والسهر والمذاكرة والاهتمام بينما البعض الآخر غير مهتم بذلك ولا يهتم كثيرا إن كان سيحصل على درجات عالية أو منخفضة لكنه سينجح أما البعض الآخر فيعد الرسوب بالنسبة له أمراً ليس بغريب فيعيد المادة والمادتين ولا يشعر بأي ذنب.

عندما كنَّا على مقاعد الدراسة كان وقت الدراسة هو وقت مقدس لا يُمكن إشراكه بشيء آخر وكان ناقوس يدق في المنزل بسبب قرب قدوم وقت الاختبارات أما الآن فلا حياة لمن تنادي فقد قلت تلك الظواهر الحميدة التي كنَّا نعيشها وقلت المشاعر التي كانت تحتوينا فأصبح الأبناء منشغلون بأجهزة الألعاب الإلكترونية والهواتف الذكية فأصبح كل طفل يمتلك جهازا خاصا به وأصبح فكره شارداً وهمه متابعة اليوتيوب واليوتيوبر وماذا فعل هذا وماذا فعل ذاك وهكذا.

مع تغير الأفكار وتغير الأعمار وتغير الطفرة الإلكترونية التي نعيشها وأن هذا زمان مختلف رسالتي التي أوجهها لوزارة التربية والتعليم أن تبدأ بتطوير منهج جديد يسمح للطالب باستخدام الأجهزة الإلكترونية في الدراسة بدلا من الدفاتر المدرسية وأن التدريس يواكب المتغيرات الناس تتقدم ونحن واقفون على عتبات السبعين لا زال الطالب يحمل حقيبة مدرسية أكبر من ظهره وقد يتعثر بها فلم كل هذا التعقيد دام الأمر متاح وهو توفير أجهزة متقدمة واستخدامها للدراسة بحيث تبقى في المدرسة واقترح أن تكون هناك حصة لحل الواجبات وهي الحصة الأخيرة من هنا يجبر الطالب الحاضر على مذاكرة ما أخذه أولا بأول ولعدم تراكم الدروس والواجبات عليه وبهذا يكون وقت المدرسة للمدرسة ووقت البيت للبيت فالطالب ليس بآلة والواجبات كثيرة والوقت يمضي سريعا أما الأسرة فليس بإمكانها مساعدة كل طالب على حدة أصبحت المشاغل كثيرة والبحث عن لقمة العيش هم يكدر الأسر والآباء.

إن التعليم وتحديث التعليم هو مطلب وتحديث الأدوات المستخدمة وتقليل وقت وفترات اليوم الدراسي والاهتمام والتركيز على إيصال المعلومة بطريقة سلسة سريعة وغير تقليدية سينشئ جيلا حديثا قادرا على مواكبة كل المتغيرات الحديثة وجيلا مفكرا بطريقة محببة له وبطريقة نشأ عليها فالطفل الآن والذي يبلغ من الأعوام سنتين يمسك هاتفاً ويقلبه فكيف لو تم استغلال ذلك في تلقي العلم بدلاً من ضياع الأوقات في أشياء لا تخدم الطلاب بل وتساهم في تدمير مستقبلهم فالاستخدام الخاطئ هو أشبه بقاتل مأجور يعيث في الأرض فسادا ويخرب العلاقات بدخول أفكار رديئة وغير مقبولة في مجتمعنا المحافظ، يدا بيد يا وزارة التربية والتعليم ونحن معك ومستعدون لطرح الأفكار المناسبة في الوقت المناسب ومتى ما أرادت الوزارة ذلك.

همسة :

لا تقتل حلم طفل ولا تثقل له ظهره وتكرهه في التعليم دعه يمضي خفيفا سريعا باتجاه المستقبل المضيء ليساهم في تطوير نفسه وأرضه ومجتمعه.