أرجُل راغبة في الرقص (11)

 

مُزنة المسافر

 

العربات.

الساحات المُكتظة.

بنساء المراوح.

ورجالٌ بسترات.

وجياد سريعة.

ووجوه صغيرة بديعة.

عدا وجه الصبي لازارو.

الذي بدا كرجل مسن.

يسن شيئًا ما في عقله.

ويرصد القادمين.

والغائبين.

وعيناه تناظر الأعلام المعلقة.

فوق مبانٍ موصدة.

فيها النوافذ والأبواب.

كيف سيخترق المارة؟

وكيف سيحكي للكونكيستدور.

ولقلبه الصبور.

الذي ينتظر أيامًا قرمزية.

تجمعه بالغجرية.

ليخبرها عن وجده العميق لها.

وأنه بانتظار خطاب مستعجل.

من البلاط.

راجيًا أن لا ينجلي دعم الرحلة.

حتى تمخر خوانتينا.

وتبدأ رحلتها دون محنة.

لكن ماذا لو طلب البلاط.

أن يتم التأجيل.

وتبقى خوانتينا في مكانها في المرسى.

وتضجر كليمانتينا.

من وعود خوان إستبان.

وتشعر أنه رجل بلا قبعة.

لا يمكنه تحقيق البنود المربعة.

ولا يمكنه المغامرة.

أو المناورة.

بل دوره المراوغة.

لكن لا بُد من مبادرة.

كرسالة ما.

تحرك القدر الواقف أمامه.

وتحرك الأيام.

لتتسارع في اللحظات.

والساعات.

وتقوم السفينة الرصينة.

لتصبح وسط الأمواج.

والشفق.

وتظهر بألوان الحلم.

وتأتي بما هو مكتنز.

من خزائن وثروات.

وتعود لترسم.

عرشًا كبيرًا له.

ولكليمانتينا.

التي ستكون حبه.

الذي يبني له نصبًا جليلًا.

ومنزلة رفيعة

بين أصحاب البلاط.

فهل سيتردد؟

ويبدد ما يخطط له.

إنِّه في الماضي.

يتذكر بضع أمور.

لم ترصد له حظًا وافرًا.

ولم يعد فؤاده متوقدًا.

عامرًا أو غامرًا.

بالولوج.

والخروج.

نحو الخطر.

وللآخرين من بشر.

إنه هناك بين طيات الأمس.

تقلبه المشاعر والطقس.

فيتراجع.

ويراجع الأمور التي ولت.

رغم أنها غابت لكنها سادت.

على نفسه وعقله.

وبات ينسى ويسهى.

أن البكرة ستجئ.

بالهمرة.

المفعمة بالأمل والنصرة.

وأن القدر يتغير.

يتشكل.

ويصبح جزءًا من الظفرة.

التي ينسجها هو لها.

ويريدها ويبتغيها.

غاب خوان إستبان.

وحمل نفسه بعيدًا عن عيني لازارو.

ومضي داخل المبنى وفي مكتبه.

بقي هناك خلف المنضدة.

خلف تلك الأبواب المقفلة.

الموصدة.

تعليق عبر الفيس بوك