75 مليار دولار قيمة الاتفاقيات الموقعة بالمنتدى العام الماضي

مدير "روس كونجرس": نتطلع لمشاركة عُمان في منتدى سان بطرسبرج الاقتصادي العالمي بروسيا

الرؤية- مريم البادية

كشف أليكساندر ستوغليف مدير صندوق روس كونجرس الروسي، أن المنتدى الاقتصادي العالمي في سان بطرسبرج بجمهورية روسيا الاتحادية، يركز في نسخة العام الجاري على تطوير سيادة الدول على اقتصاداتها وتكوين علاقات عادلة بين الدول دون وجود طبقية، معربًا عن تطلعه لمشاركة سلطنة عُمان في هذا التجمع الاقتصادي العالمي، الذي يحظى باهتمام كبير في الأوساط الاقتصادية والمالية الدولية.

وأوضح ستوغليف- في حوار خاص مع "الرؤية"- أن المنتدى يركز كل عام على تطوير قطاع الأعمال للشركات الناشئة وخصوصا فئة الشباب، والاهتمام بالتغيرات الاقتصادية التي تحدث في العالم ومساعدة الشركات الناشئة على التكيف مع هذه المتغيرات، وتسليط الضوء على التكنولوجيات الحديثة وإمكانية تطويرها وكيفية استفادة الشركات منها، مع الاهتمام بجودة حياة للإنسان من مناحي الخدمات الصحية والتعليم وغيرها، والتركيز على المسائل المتعلقة بالبيئة والحفاظ عليها، وكذلك على الطاقة التقليدية والمتجددة، ورقمنة وأتمتة قطاعات الطاقة.

وأشار إلى أن هذا المنتدى يُقام منذ أكثر من 25 عامًا، ويُعد الحدث الاقتصادي الأبرز سنويُا في جمهورية روسيا الاتحادية، وتشارك فيه أكثر من 130 دولة، مضيفا: "نوفر في برنامج المنتدى ساحة للقاءات المشتركة بين المؤسسات لعقد الاتفاقيات كمنصة للتواصل المباشر بين قطاعات الأعمال المختلفة بين المستثمرين والشركات الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة، ومساعدتهم على التعرف أكثر على الفرص الاستثمارية في الدول المشاركة وليس فقط استعراض السوق الروسي".

وبيّن ستوغليف أن العام الماضي شهد مشاركة أكثر من 14 ألف شخص من 130 دولة، في حين بلغت قيمة الاتفاقيات الموقعة في المنتدى 75 مليار دولار؛ إذ إن الاتفاقيات التي يتم توقيعها لا تكون بين روسيا ودولة أخرى فقط، ولكن تكون بين العديد من الدول الأطراف المشاركة، مشيرا إلى أن تعزيز التجارة المتبادلة بين الدول العربية وروسيا يعتمد على مدى تسهيل العلاقات بين الطرفين وتعزيز وعي مجتمع الأعمال والتعريف بالفرص الاستثمارية في الدول العربية وفي روسيا.

وقال رئيس مجلس إدارة صندوق روس كونجرس الروسي إن نظام الشراكة في روسيا تغير في السنة الماضية، موضحا: "شراكاتنا مع العالم الغربي تباطأت وهناك استثمارات كثيرة تخرج من أوروبا وتعود إلى روسيا والعكس، لذلك في الفترة القليلة الماضية كان هناك نمو في العلاقات مع الهند والصين والشرق الأوسط، ويمكن أن يكون هناك تبادل استثماري لسد الفراغ الذي أحدثه خروج الشركات الأوربية والغربية بشكل عام، ومن جهة أخرى هناك تغير في التوجه لرؤوس الأموال الروسية، فبدلا من أن تذهب إلى أوروبا والغرب، أصبحت الآن تبحث عن اتجاهات جديدة، وبالإمكان التركيز على الشرق الأوسط وخصوصا سلطنة عمان لجذب رؤوس الأموال بين البلدين".

وعن إمكانية وجود السلطنة كمشارك في هذا الحدث، ذكر أنه أجرى لقاءات مع ممثلين من غرفة تجارة وصناعة عمان لبحث سبل التعاون بين البلدين وتواجد تمثيل السلطنة في هذا الحدث العالمي المهم، مبينًا: "ما خرجنا به مبدئيًا سيكون التمثيل العماني على مستوى عالٍ في هذا المنتدى، وسيكون هذا الوفد تحت مظلة الغرفة، ولكن إذا كانت هناك قطاعات أعمال أخرى لديها الرغبة في الزيارة والمشاركة في هذا الحدث سنوفر لهم كامل الدعم، وخلال هذه المناقشات اقترحنا على الزملاء في الغرفة الاستفادة بشكل أكبر من تواجدهم في هذا روسيا من الخدمات والعلاقات التي يمكن أن تكون مع روس كنجرس، والتي تنظم هذا الحدث بشكل مباشر وليس فقط على مستوى هذا الحدث، فنحن ننظم منتديات وفعاليات عديدة، وهناك شركات كثيرة لدينا علاقات معها ويمكن أن نكون صلة الوصل بينها وبين المستثمرين العمانيين، فهذا التعاون بإمكانه أن يتجاوز المشاركة في هذا المنتدى".

ويشارك في هذا الحدث العديد من المؤسسات الإعلامية، وسيتم توفير كافة المعلومات على الموقع الإلكتروني للمنتدى، كما أن العام الماضي شهد مشاركة 3500 إعلامي من أكثر من 33 دولة حول العالم، على الرغم من القيود المفروضة بسبب جائحة كورونا، لافتا إلى أنه في عام 2021، كانت منظمة "روس كونجرس" من أوائل المنظمات التي عقدت فعاليات على الواقع الحقيقي وليس الافتراضي بمشاركة 15 ألف مشارك، في ظل إجراء دراسات للمباني والأماكن التي يتواجد فيها الحضور والمشاركين داخل ساحة هذا المنتدى وكيفية انتقال الهواء لتقليل مخاطر الإصابة بالفيروس.

وأضاف ستوغليف أن ما يميز هذا المنتدى عن غيره من المنتديات هو توفر الكم الهائل من المعلومات عن الاقتصاد الروسي وقطاع الأعمال والفرص الاستثمارية، إذ تعقد فيه الكثير من اللقاءات الثنائية بين جميع الأطراف المشاركة والخروج باتفاقيات متعددة في مختلف المجالات، كما إن المنتدى يجذب مستويات عالية من المناصب الإدارية وهم القادرون على إبرام الاتفاقيات مع نظرائهم في العديد من الدول والشركات.

تعليق عبر الفيس بوك