راشد بن حميد الراشدي **
الوطن أحق بأهله في خيراته وأبناء الوطن هم الأولى بذلك الفضل من غيرهم، من هنا كان لازمًا عليَّ التنبيه بأهمية الأخذ بيد التاجر العُماني ممن يملك مؤسسة صغيرة أو متوسطة أو صاحب مهنة أو عمل بيتي، وتشجيعه من مختلف فئات المجتمع الحكومة ومؤسساتها- القطاع الخاص بشركاته الكبيرة- الأفراد من المواطنين الداعمين لإخوانهم.
مسؤولية كبيرة مُلقاة على عاتقنا في دعم التاجر العُماني، لما يمر به من ظروف صعبة خلال هذه الأيام؛ فتشجيعه والوقوف معه- كل حسب اجتهاده- سيؤتي ثمارا يانعة، سينعم بها التاجر المواطن والمجتمع، من حيث وجود البيئة المُحفزة لاستمرارية مشروعه الصغير؛ وهي كذلك أمانة جسيمة نتحملها من أجل الوطن وأبنائه الأوفياء.
"يدًا بيد مع التاجر العُماني".. صرخة أُطلقها للجميع، فهذا التاجر هو ابن الوطن والأحق بدعمه ومساندته والوقوف معه، فلقد بدأ الكثير من التجار غلق أنشطتهم لقلة المبيعات والالتزامات الكبيرة المُترتبة عليهم، بسبب المنافسة الكبيرة من التاجر الأجنبي والمراكز التجارية الكبرى، وما يمر على الاقتصاد من تحديات وبطء في دوران الحركة التجارية اليومية.
على الحكومة أولًا دعم التاجر العُماني في جميع المناشط، وإسناد معظم المناقصات الحكومية للشركات الوطنية الناشئة، وتشجيعها، والتخفيف من الرسوم والضرائب المفروضة عليها، وكذلك تسهيل الإجراءات الأخرى، وعلى غرفة تجارة وصناعة عُمان بذل المزيد في دعم وتشجيع التاجر العُماني من خلال تقديم الدعم اللوجستي والتسويقي له.
أما من الجانب الآخر، وأقصدُ الأفراد والشركات الكبرى، فعلينا جميعا دعم التاجر العُماني المنتج؛ سواءً في محله أو مؤسسته أو الأعمال البينية أو مهنته، وفي جميع المجالات، فإذا وُجِدَت حاجاتنا ومستلزماتنا مع أبناء الوطن، فيجب علينا جميعاً الشراء منهم وتشجيعهم والتكاتف معهم، حتى ولو كانت هناك فروق بسيطة؛ فالأولى ابن الوطن والذي سيساهم بربحه في نمو مجتمعه، وسيكون خيره للوطن لا خارجه.
إنني أدعو الجميع للوقوف والتكاتف لمؤزارة التاجر العُماني والشراء منه، وتشجيع من حولنا جميعًا نحو دعم مشاريع المواطنين والتي وجدتها شخصيًا أرخص قيمة من غيرها، من حيث سعر البضائع وسهولة عملية البيع.
وتطبيق منهجية الشراء من التاجر العُماني في أجندة حياتنا اليومية سوف يعود ريعه على أبناء الوطن والذين يعولون عائلات وأسر، وستكفيهم مشاريعهم عناء البحث عن الوظيفة وعناء التسريح؛ فهم اجتهدوا نحو أنفسهم والمجتمع يجب أن يقف معهم ليستفيدوا من مشاريعهم.
تجارب كثيرة نجحت للتاجر العُماني الطموح، بفضل تكاتف أبناء المجتمع معه، فبدونهم لا يستطيع التاجر العُماني مواجهة منافسة المراكز التجارية الكبرى، وخفض الأسعار لدى التاجر غير العماني، والذي يعني منافسة غير عادلة، فيضطر المواطن لغلق مشروعه، بينما التاجر الأجنبي يحوّل أرباحه إلى الخارج!!
اليوم.. أشدُ على عضد الجميع من أجل التكاتف مع إخوانهم لإنجاح التجار العُمانيين في الأسواق أو الحارات أو على الطرقات، والذين ينتظرون منا أن نكون معهم قولًا وفعلًا، إذ إن تكاتفنا معهم يُحقق الآمال، وتنجح وتنمو مشاريعهم.
حفظ الله الجميع، ولنكن يدًا بيد مع التاجر العُماني المثابر الطموح، ولنبني عُمان بسواعد أبنائها؛ فالعُمانيين تجار وأسياد البحر منذ القدم، وسيظلون بإذن الله شوامخ ذوي همة، يبنون المجد لهذا الوطن الحبيب.
** مجلس إدارة جمعية الصحفيين العُمانية