أرجُل راغبة في الرقص (8)

 

 

مُزنة المسافر

 

 

بزغت الشمس ورسمت خيوطها.

وغطت عينها ببضع سحب.

فقد جاء النهار.

لكن هنالك فكرة واحدة بين الغجر.

أين هو إميليانو؟

أين غاب؟

هل جسده وسط الأنياب.

والذئاب؟

هل هو منهك في إخافتها؟

أو الفلات منها.

هل رحل؟

ووصل؟

لسهل أو جبل؟

فقرر الجميع البحث عنه.

وعدم تركه يضيع.

ويصير شيئاً آخر غير إميليانو الذي يعرفوه.

وطلبوا من أخيه الصغير لازارو أن يصيح باسمه.

لازارو:  كلنا نبحث عنك.

ارجع يا إميليانو.

لقيثارك.

ولأطباعك.

 وألحانك.

عد إلى دنيا الغجر.

التي ليس فيها مفر.

وأننا جميعنا فيها أبناء للقمر.

وأهل للسمر.

والنغم.

عد إلى رشدك.

ووجدك القديم.

ووعدك الجميل.

لكن إميليانو لن يعود ليتعارك مع بيرناردو الجزار.

ويخلق المشكلات مع الجميع.

وينسى لهم كل صنيع.

إنه متهور.

متبجح.

ومتأرجح.

تستفزه الألحان الغاضبة.

المرهقة.

والمعذبة للأرواح والأسلاف.

إنها صانعة للألم والندم.

دعوه وشأنه.

يذهب ولا يعود.

قال زعيم الغجر يومًا.

أنه من يخرج من دنيا الغجر.

لا يعود لها.

لأنه خائن لعهدها.

ولا يرغب في أن يكون غجريًا أصيلًا.

 

غابت كليمانتينا عن البحث.

شعرت أن الخراف القافزة للسياج.

ستعيده.

والذئاب التي تعوي.

لن تشوي.

جسده.

وسيتركه الأغراب والأعداء.

يعود ويسود.

من جديد.

ويقدم الفلامنكو.

مع الكانتاور.

وسيكون مصارعًا صعب المنال والمراس.

وسيكون لقلبه المحبون والحراس.

وسيطالبونه بالمزيد.

والجديد.

وكأن كليمانتينا تعرف إميليانو جيدًا.

فهو حب طفولة قد تلاشى.

وتهاوى.

وسط الناس العابرين.

والغائبين.

فهكذا هي دنيا الغجر.

فيها من يغيب.

كما غاب الآخرون.

الذين ضجروا من الظلم والقهر.

وأرادوا الارتحال والسفر.

وبعضهم لم يُعرف عنه أي خبر.

تذكرت كليمانتينا حين كانا يصعدان الشجر.

ويقدم إميليانو لها الدراق.

فكيف هو الفراق؟

فهما ابنا الحرية.

فقد كانا سوية.

في كل احتفال.

وكرنفال.

وكانا يغنيان.

ويصدحان.

الأوليه!

بكلمات الفرح.

والمرح.

ويخبران الدنيا.

عن كل شئ فيه سعادة.

ووداعة.

ويخبرها هو عن الغضب العارم.

الذي يعتريه.

ويصل عروقه وأحشاءه.

فتقول له أن الغضب ملهم.

وأنه سيكتب لحنًا مذهل.

فيسكن ويهدأ.

ويركد ويصمد.

أمام إحساسها.

ووجلها الدائم على طيشه.

ونفسه.

تعليق عبر الفيس بوك