أرجل راغبة في الرقص (5)

مُزنة المسافر

انظروا وناظروا.

الأفق قد صار مباركًا.

انظروا وانطقوا.

اسم الكونكيستدور.

عاليًا.

واجعلوا رأسه غاليًا.

 

سيأتي بالكنز!.

ويحظى بالفوز.

 

أين البراميل؟

وأين الأزاميل؟

 

اقرعوا الطبول.

جاء وقت المثول.

للإيقاعات الصادحة.

بإسم خوان إستبان.

فإنه القبطان يا إخوان.

إنه السّفان.

الماهر الساهر.

 

على هذا الهيكل.

والداري بكل غصن وجذع.

وكل عطب وصدع.

صنع خوانتينا.

هذه السفينة الرصينة.

 

هللوا وبجلوا.

غنوا ورددوا.

 

انسوا أثوابكم البالية.

وهمومكم الواهية.

وتعالوا نصعد جبال الذهب.

ونلمس أحلامنا التي ينسجها لنا هذا التبغ.

 

يا إخوان.

حان وقت الرهان.

لا للشقاء والعناء.

لنا فقط هذا الرجاء.

رفع البناؤون خوان إستبان في الهواء.

وحملوا جسده عاليًا.

 

طلب أن ينزلوه.

ويسمعوه.

 

قال خوان إستبان: تمهلوا، وانتظروا.

لا يمكننا أن نتعجل.

 

وقف جورجيو ليخبره.

الأجبنة بحاجة لقروشك.

فأنت الذي تثق فيه صدورنا.

ونستنشق له غليوننا.

 

ونظر الجميع نظرة عتب على خوان إستبان.

لكنه اكمل.

 

ولا يمكننا الخروج دون أن يكون لنا الزاد الكافي.

هذا هو الجواب الشافي.

 

تركهم، وخرج من خوانتينا.

وعرج إلى المرسى.

وهناك وقف أمام  حيرته و ضياعه أتوالبا.

 

أتوالبا: أنت الكونكيستدور؟

المشهور؟

المنزوع الحظ؟

أين حظك الآن؟

لماذا لست بعد هناك؟

في البحر.

 

قال خوان إستبان بثقة:

سأكون وسط نهر.

وسأجدف بكلمات النصر.

وسأسمع لحن الريح.

الأمين الصريح.

 

وبسخرية قال أتوالبا:

هل تعرف كيف ستجدف؟

وأنت لست من المحاربين.

العالمين بكل شيء.

ولست من العارفين.

الحاملين لسهام الفخر.

المصوبة أمام رؤوس الجبناء.

الذين يختبئون في الخفاء.

وينصبون لك الأفخاخ.

 

وقف خوان إستبان محتارًا أمام أتوالبا العجوز.

الذي يغطي رأسه قبعة من الريش.

جلس خوان إستبان قرابة أتوالبا.

وسأله.

 

وكيف سأعرف وسأمضي.

وأعبر المكان والزمان.

أين سأكون؟

وهل من مكنون؟

علي معرفته.

هل أشعل الشعلة؟

وألوح بالسلام. 

 

ضحك أتوالبا وقال:

وهل تعتقد أن إنساننا هناك سيصدقك؟

وأنت قد جئت تنهب الكنوز.

وتزهق ربما النفوس.

من يعلم ماذا ستفعل؟

 

تركه أتوالبا، وبقي خوان إستبان يتأمل النوارس المحلقة فوق خوانتينا، سفينته الرصينة.

وخطر في باله.

 

إن كانت رحلته ستكون مباركة ويسيرة.

أم ستكون نفسه تواقة للحيرة.

ويمضي دون أن يدري أن الطريق طويلة.

وأنه يهب عمره لرحلة عظيمة.

وأنه سيعود إنسانًا آخر.

لا يتذكر الجميع من كان قبلها.

تعليق عبر الفيس بوك