نادي عبري مع الكبار

 

حمود بن علي الحاتمي

alhatmihumood72@gmail.com

 

نادي عبري الذي عاش لسنوات في الظل، أراد أن يخرج للعلن وبنى استراتيجية شاملة قبل 12 عامًا شملت جميع الجوانب الإدارية والموارد البشرية والمادية والجوانب الرياضية، وبعد أعوام بدأت تظهر معالم نجاحها المتمثل في الفوز بمراكز متقدمة في كأس جلالته للشباب، وهذه المسابقة لا تحقق فيها الفوز إلا الأندية التي تنفذ أكثر من نشاط رياضي وثقافي واجتماعي.

وحققت الفرق السنية لكرة القدم نتائج مميزة، تمثلت في فوز عبري ببطولة دوري السلطنة للناشئين. وقامت إدارة النادي باستثمارات في الولاية ومحافظة مسقط وعقد شراكات مع القطاع الخاص. أما البنية التحتية فتمثلت في بناء مرافق النادي المتكاملة بعد أن كان هناك مبنى بسيطاً لا يلبي احتياجات الشباب في الولاية.

الفريق الكروي بالنادي مرَّ بمراحل بناء طويلة بدءًا من المراحل السنية الناشئين والشباب والفريق الأول الذي بدأ محاولات الصعود منذ أربع سنوات هو يصل إلى المراحل الأخيرة، ثم لا يكتب له النجاح رغم التعاقدات الناجحة لتدعيم الفريق لأسباب منها إصابات اللاعبين وإلغاء الموسم الرياضي بسبب جائحة كورونا، ومنها استدعاء مدرب الفريق مجيد النزواني للمنتخب الأولمبي مساعدًا للمدرب، وقد أثر ذلك في تغيير الجهاز الفني.

في هذا الموسم، إدارة النادي وبعد تجارب سابقة وقبل بداية الدوري، استقدمت المدرب الوطني محسن درويش مدرب نادي الرستاق والنهضة وفنجا ومسقط سابقًا، وعمل مساعدًا لمدرب المنتخب الأولمبي مع حمد العزاني؛ إذ يملك خبرة ميدانية كبيرة في كرة القدم، فوضعوا خطة عمل واضحة الأهداف والمعالم تمثلت في الاعتماد على أبناء النادي وتدعيمهم بلاعبين محليين وأجانب.

الهدف كان محددًا، وهو الصعود لدوري عمانتل، وعلى الرغم من أنه وقع في مجموعة صعبة في الدور الأول، إلا أنه اجتازها بنجاح. وتأتي المرحلة النهائية ويحقق البطولة دون خسارة والتأهل لدوري عُمانتل قبل جولتين من انتهاء دوري الدرجة الأولى ودون هزيمة ومحققًا إنجازًا كرويًا لمحافظة الظاهرة بتواجده بين الكبار.

هذا الإنجاز صعنه من يعشقون النجاح ممثلين في الجهاز الفني واللاعبين بقيادة المدرب القدير محسن درويش وإدارة النادي بقيادة ربان السفينة العبراوية المهندس حمد بن خميس الحاتمي رئيس النادي ومجلس إدارته الذين بذلوا كل جهد من أجل هذا الإنجاز.

نقدم الشكر والتقدير لسعادة نجيب الرواس محافظ الظاهرة على دعمه المادي والمعنوي، وكذلك أصحاب السعادة وأعضاء المجلس البلدي والمشايخ، وتحية لكل الفرق الأهلية والمؤسسات والشركات التي وقفت خلف النادي وكذلك الشخصيات الإعلامية وشباب الولاية وأهلها بمختلف توجهاتهم.هنيئًا لكل ولاية عبري هذا الإنجاز الذي تحقق.

وإذا كان من كلمة فهي كما يقولون "الوصول إلى القمة سهل ولكن الحفاظ عليها صعب ويتطلب عملًا كبيرًا".

دوري عمانتل دوري صعب ويتطلب العمل بمنهجية عمل تختلف عن دوري الدرجة الأولى. ونادي عبري يمتلك مدربا قديرا يتطلب منه العمل على بناء خطة عمل للموسم القادم وتحديد المراكز التي تحتاج إلي تدعيم بلاعبين محليين وأجانب يستطيع بهم البقاء في دوري عمانتل ومقارعة الكبار ويصنعون الفارق مع الفريق والاعتماد على دكة لاعبين تساعده في مواصلة الفوز في مباريات الدوري.

وإدارة النادي عليها توفير الدعم الكامل للفريق والعمل على خطة عمل للمراحل السنية تتمثل في بناء فرق سنية بجلب مدربين متخصصين حتي تعين النادي في السنوات القادمة وتكون مخرجاتها تتمتع بالمهارة ورغبة الفوز.

نوجه رسالة لمحبي النادي وبعد تأهل ناديكم يأتي دوركم لدعم النادي وكما تعلمون أن دوري عمانتل تمر فيه الأندية بمخاضات بعضها الفوز وبعضها خسائر فلا نطالب النادي بتحقيق بطولات إنما تثبيت قدميه بين الكبار.

وأخيرًا.. بالتخطيط السليم والتنفيذ الأمين سيحقق نادي عبري كل ما يطمح إليه جمهوره.