سناو تستشرف المستقبل مع "عُمان 2040"

 

‏راشد بن حميد الراشدي **

ولاية سناو ومع سموها وألقها بالتكريم السامي لها وذلك برفع مستواها الإداري إلى ولاية خلال العام الماضي في عهد مُتجدد بالخير والرخاء لتباهي الأنجم في عليائها رفعةً ومجدًا نحو تحقق أمنيات كانت حلم أبناء الولاية العريقة منذ القدم؛ فهي ولاية معروفة لعبت دورًا تاريخيًا يشار إليه بالبنان في حقب وعصور عديدة، يشهد لها التاريخ بين صفحاته بتاريخها الناصع البياض وعن مكنوناتها وإرثها التليد الذي خرجت منه كنوز عديدة تبرز الولاية، وما حفظه التاريخ لها من آثار تدل على مكانتها التاريخية الضارب في القدم منذ آلاف السنين ولعل أشهرهم كنز سناو الأثري.

مقومات ولاية سناو الأثرية والسياحية وموقعها المتميز ومساحتها الشاسعة الكبيرة وأهميتها التجارية والاقتصادية الحاضرة اليوم من خلال أسواقها النشطة ساهمت وتساهم بشكل كبير في النهضة المتكاملة الأركان لتصبح ولاية سناو مقصدًا رائجًا للجميع زائرين ومواطنين فهنا يجد الزائر والمتسوق مبتغاه في كل ما يبحث عنه فتجد الأسواق والمراكز التجارية وكذلك المحلات التجارية المتنوعة التي يقصدها المتسوقون لشراء احتياجاتهم وتجد من خلالها رخص الأسعار وتنوع المعروض.

وتزخر كذلك ولاية سناو بأماكن الجذب السياحية كالأسواق التقليدية والحارات والأودية والسهول البكر التي يقصدها السائحون أثناء تعرفهم على مفردات الوطن وأماكنه الجميلة.

ومع الموقع الجغرافي الذي ميّز الله به ولاية سناو وهي على مفترق طرق رئيسة تترابط من خلالها عدة طرق والتي تمتد إلى ولايات محافظة الوسطى وولايات محافظة الداخلية وولايات محافظة شمال الشرقية وعبور عدد من المواطنين عن طريق الولاية إلى محافظة ظفار حيث تُعد الولاية ذات موقع ساهم في نمو الحركة التجارية النشطة فيها طوال العام وساهم في أهميتها اللوجستية في جعلها سلة لشراء أبناء المحافظات احتياجاتهم بكل سهولة ويسر ومكانا رائجا لبيع معظم المنتوجات المحلية والثروة الحيوانية والسمكية.

إن امتداد ولاية سناو من سيح النماء وتخوم ولاية أدم إلى الشريخة جنوبًا جعلها من ولايات السلطنة الكبيرة من حيث المساحة؛ إذ تتنوع مصادر الرزق فيها بين الأماكن الزراعية والأماكن الرعوية والسهول، مُشكّلةً تفردًا جميلًا للولاية. كما تشتهر الولاية بتربية أرقى سلالات النوق على مستوى السلطنة، ويحظى ميدان الأبيض لسباقات الهجن بشهرة على المستوى المحلي والخليجي منذ بدء انطلاقته.

اليوم ومع النهضة المتجددة وبعد رفع مستوى ولاية سناو الإداري تستشرف الولاية ومن خلال رؤية "عُمان 2040" آفاق المستقبل السعيد بما حظيت به من تكريم سامٍ جليل في تطويرها في مختلف مناحي التنمية الشاملة كتجميل الولاية وواجهتها وأسواقها ورصف الطرق الفرعية المهمة وإنشاء الحدائق والمتنزهات ووجود مختلف المؤسسات الخدمية وخدمات الشرطة والدفاع المدني خاصة مع وجود منطقة صناعية كبيرة وعدد كبير من المحلات والمراكز التجارية وتجميل منطقة سوق سناو ذي الشهرة التجارية الرائجة بين أسواق السلطنة والمسارعة في إنشاء مستشفى النماء الذي طال انتظاره كلها مشاريع تنتظرها الولاية.

إن تطوير ولاية سناو ووجود مختلف المؤسسات الحكومية فيها سوف يساهم في جعل ولاية سناو منطقة لوجستية متكاملة بما تتمتع به من مقومات سوف ترفد النظرة المستقبلية والخطط الحكومية القادمة بمقومات النجاح نحو خدمة عمان ودعم الولايات النشطة وتعزيز أدوارها نحو المساهمة في رفد الاقتصاد العماني وجعل مناطق لوجستية هامة كولاية سناو مركزا رائجًا للتجارة بين ولايات محافظة شمال الشرقية والمحافظات القريبة منها.

ختامًا نأمل أن تتحقق الأمنيات في هذا الوطن الغالي وأن تتطور الولايات وفق الرؤية المستقبلية الخيرة وأن تكون المحافظات بولاياتها مع اللامركزية ذات حراك كبير يحقق الأهداف المؤملة منها؛ فولاية سناو العريقة تنتظر منجزات الخير مع استشراف المستقبل السعيد الزاهر برؤية جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله- الثاقبة نحو خير الوطن والمواطن وولايات السلطنة وبما يحقق الخير والنماء في كل شبر من عُمان الغالية.

حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها ووفق الله جلالته لبناء عُمان ورفعة مجدها في جميع مجالات الحياة.

** عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العُمانية