سؤال

 

أحمد بن موسى البلوشي

 

تُعرف المهارة بأنّها "مجموعة من المعارف والخبرات والقدرات الشخصية التي يجب توفرها عند الشخص لكي يتمكن من إنجاز هدف مُعين"، ويجب علينا جميعًا أن نمتلك المهارة اللازمة التي تتطلبها المهمة المراد القيام بها، لأن ذلك يؤدي إلى نتائج إيجابية.

وتعرف المهارات الشخصية بأنها: "تلك الصفات الشخصية والسلوكية التي يولد بها الشخص أو يكتسبها مع الوقت، وتأخذ المهارات الشخصية دورًا كبيرًا في تحديد شخصية الفرد وكيفية تعامله مع الآخرين ومع المشاكل التي تقابله في حياته سواء حياته العملية أو الشخصية، كذلك تساعد على تمييزه عن الأشخاص الآخرين من حوله"، وبالتالي يجب على كل شخص يبحث عن النجاح والتميز، أن يكتسب هذه المهارات الشخصية، ويحاول أن يطبقها في حياته الاجتماعية والعملية من خلال معاملاته وتفاعلاته مع الآخرين وفي المواقف المختلفة، فنتاج هذه المهارات سيراه الفرد متجليا في حياته.

العادة أن الإنسان يسأل السؤال كي يستوضح عن معلومة غامضة لديه، أو للاستفادة من البيانات التي سيتم توضيحها حول الموضوع كي يُكون صورة كاملة وواضحة عما يسأل عنه، فمعرفة نوع السؤال الذي تريد أن تطرحه وتسأله للآخرين يُعتبر من أهم الخطوات في طرح الأسئلة، ومن ثم طريقة طرح هذه الأسئلة، ولكن ما نراه في الكثير من مواقع التواصل الاجتماعي، أو في اللقاءات العامة بأن البعض يعتبر طرح السؤال هو منافسة وحرباً مع الطرف الثاني، فأحياناً يتم طرح أسئلة ليس لها إجابة، أو ربما تحتاج لوقت طويل وبيانات كثيرة لإيضاحها، أو ربما تكون أسئلة معقدة تحتاج لأكثر من طرف للإجابة عليها، أو ليست من تخصص الشخص الموجه له السؤال، وعندما لا يُجيب الطرف الثاني على هذه الأسئلة التي ربما لا تعد أسئلة تنهال على هذا الشخص كلمات التقصير والاستنقاص، وربما يتم اتهامه بعدم المعرفة والإلمام بالموضوع الذي سئل عنه.

يمكننا القول هنا إن هذه النوعية من الأشخاص لا يمتلكون مهارة طرح الأسئلة بالصورة الصحيحة والاحترافية، لأنَّ هدف هذه النوعية ليس البحث عن إجابة على السؤال المطروح، أو الاستفادة من البيانات بل هدفها إثارة نقاط ومواضيع الحديث فيها لا يجدي نفعًا ولا فائدة، يقول عالم الفلك والفيزياء النظرية لورانس كراوس: "الأجوبة ليست مهمة بقدر الأسئلة ولا أرى من العيب ألا تعرف الإجابة"، ويقول سعيد قديح: " إن لم يكن لديك سؤال فلا تحاول أن تخترع سؤال، وإن لم تكن لديك إجابة فلا تحاول أن تخترع إجابة."

عزيزي طارح السؤال لا يغرك كثيرًا التصفيق من الجمهور والمتابعين للأسئلة التي تطرحها، فالأهم من ذلك أن تجد إجابات للأسئلة التي طرحتها بهدف أن تكون صورة واضحة وتجمع معلومات حول الموضوع الذي تسأل عنه، وكما يقول سعيد قديح: "ليست الثقافة أن تقول شيئًا جميلًا، وتعمي غيرك بنورك الذي تملكه، إنما أن تكون أنت النور الذي يجعل غيرك يهتدي بخير ما تملكه"، وفي الكثير من اللقاءات العامة ربما لا تسمح الفرصة للكثير من المشاركين بطرح تساؤلاتهم، وبالتالي إذا سمحت لك الفرصة عزيزي المشارك فلا تفوتها في طرح أسئلة لا تسمن ولا تغني من جوع.

تعليق عبر الفيس بوك