راشد بن حميد الراشدي **
كابدوا الصعاب من أجل تحقيق أحلامهم وأحلام وطنهم الغالي، بذلوا الغالي والنفيس من جد واجتهاد، وأوقات عصيبة مرَّت بهم ليشرفوا وطنهم بنيل أعلى الدرجات في الشهادة العامة، ولتتوج بعد كل تلك الجهود بتقدير الوطن لهم وابتعاثهم لأرقى الجامعات في الخارج، فكانوا على العهد سفراء عُمان في كل الدول التي درسوا فيها فهم صفوة الطلاب الذين كانوا على قدر المسؤولية التي حملوا رسالتها سنوات في غربة واجتهاد.
صرفت عليهم الدولة الأموال اللازمة من أجل تعليمهم ليعودوا سواعد فتيةً تخدم الوطن وتسعى لرقيه بفكر مُتقد وهمم عالية وتعليم متميز.
هؤلاء هم أبناؤنا الدارسون في الخارج والذين تخرجوا بعد سنوات من غربتهم في الخارج؛ ليعودوا متوجين بأعلى الشهادات في مختلف التخصصات والمجالات العلمية وقد اكتسبوا العلم واللغة وفنون الحياة مع اختلاطهم بتلك المجتمعات التي عاشوا فيها.
اليوم يُطلق هؤلاء الأبناء نداءً إلى من يهمه الأمر من مسؤولين ومشرعين حول عدم توظيفهم وعدم الحصول على فرصة عمل في القطاع العام أو الخاص، وكأنَّ ما اجتهدوا لبنائه طوال سنوات عمرهم ذهب أدراج الرياح بعد سنين من الغربة والمعاناة والمثابرة والإخلاص ليجدوا أنفسهم بخُفي حنين ينتظرون فرصة وظيفية طال انتظارها عند البعض لسنوات عجاف لعل الله يحدث أمرا.
بعض الخريجين سافروا للعمل خارج الوطن لمن تيسرت له الفرص والبعض بقي ينتظر حظه الصعب في المنافسة على عدد يسير من الفرص المتوفرة وقد حلموا عند عودتهم بأن الوطن سيحتضنهم وييسر لهم كل ما كانوا يطمحون له من أحلام ومستقبل سعيد.
أبناؤنا الطلاب الذين تغربوا لسنوات، يُطلقون صرخة حُب وولاء لأوطانهم بعد العودة إليها بدون وظائف وهم أصحاب الدرجات العالية في التعليم والشهادات المرموقة من أفضل جامعات العالم.
فإلى متى سيتم تجاهل هكذا خريجين بذلك المستوى العالي الشأن تخصصًا وتأهيلًا والذين بذلت الدولة الغالي والنفيس لتعليمهم؛ حيث يجب أن يتم تبنيهم ليكونوا غدًا هم قيادات المؤسسات والجامعات ومراكز البحث العلمي والشركات الرائدة، من أجل بناء الوطن ورفده بما حمله هؤلاء الطلبة من خبرات تعلموها عبر مراحل دراستهم.
إن مواجهة أبنائنا الخريجين من صفوة طلاب العلم بقضايا الباحثين عن عمل بعد حصولهم على مراتب النجاح والتفوق وعدم تبنيهم كمخرجات متميزة صقلتها جامعات عالمية، سوف يفقد الوطن قوى شابة وطنية مؤهلة قد يستفيد منها الغير بعدما تكلفت الدولة في تدريسهم لسنوات وصرفت عليهم أموالًا كبيرة.
اليوم ندعو جميع المسؤولين عن هؤلاء الخريجين والشركات والمؤسسات الحكومية والخاصة للاستماع إلى نداء أبناء الوطن الذين عادوا من الابتعاث، وتوظيفهم في مراكز جيدة تناسب مؤهلاتهم وتخصصاتهم فهم كنز لا يجب التفريط فيه وجعله في موطن الباحث عن عمل لسنوات طويلة.
مطلب نتمنى تحقيقه عاجلًا ونأمل تبنيه وعدم التفريط فيه.
حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها وأنعم على أبنائه بالخير والسعادة في حياتهم وأدام نعمه ظاهرة وباطنة.
** عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية