◄ هذه رسالة واضحة بأن الحكومة وجميع مؤسساتها جادة في هذا الأمر.. وما على المستهدفين إلا فهم هذه الرسالة
خلفان الطوقي
أطلق جهاز الاستثمار العُماني قبل عدة أيام 4 برامج طموحة جميعها تختص برفع مستوى "المحتوى المحلي" في الاقتصاد العُماني، وهذه المبادرات هي: القائمة الإلزامية وعددها 103 من سلع وخدمات، وتعدل بشكل دوري، ومبادرة تطوير الموردين، ومبادرة المبادئ التوجيهية لتطوير البحث والابتكار، وبرنامج تخصيص المنتجات والخدمات للسوق المحلي، ومن المخطط أن يبدأ تنفيذها وأثرها خلال الربع الأول من العام الجاري، أي في الشهر الجاري على أقصى تقدير.
من الواضح جدا أن جهاز الاستثمار العُماني جاد في زرع ثقافة المحتوى المحلي من خلال الشركات التابعة له خاصة وأن هذه الرحلة بدأت بالفكرة والتحليل الممنهج والمشاركة المجتمعية والتجربة، وسوف يتبعها بالتنفيذ والرقابة والتقييم والتطوير المستمر، فتطبيق هذه الثقافة ليس بالسهل في بالميدان، ففي كل عملية تجارية هناك أطراف عديدة مثل المورد والمقاول والاستشاري ومدير المشروع ومالك المشروع وغيرهم ممن لهم مصالح قد تتقاطع مع بعضها البعض، وتبدأ بتحديات قد تنشأ فيما بينهم، لذا احتاج الجهاز العُماني للاستثمار بعض الوقت لتدشين هذه البرامج الجوهرية المتكاملة، فسد الثغرات لن يكون الا بالشمولية والتكاملية في الطرح.
البرامج الأربعة المدشنة من الجهاز والخاصة بالمحتوى المحلي "ICV" (In County Value) سيكون لها آثار إيجابية كثيرة منها: توطين الصناعات في السلطنة، ورفع مستوى جودة وتنافسية المنتج المحلي، وتقليل الواردات من الخارج، واستفادة الشركات الصغيرة والمتوسطة المحلية لدعمها في تقديم الخدمات المساندة، ودوران رؤوس المال في المحيط العُماني، وهذا بدوره يخلق كثافة في الفرص الوظيفية، وغيرها من الفوائد غير المباشرة.
خطابات حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- أيده الله- في مناسبات عديدة إلى جانب لقاء جلالته الأخير ببعض أصحاب وصاحبات الأعمال، والإشارة إلى أهمية "المحتوى المحلي"، كل ذلك خير إشارة إلى أهمية هذا الموضوع في فكر المقام السامي، واهتمام الأمانة العامة لمجلس المناقصات بإنشاء مديرية خاصة للمحتوى المحلي، وتبني وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار لدعم هذه الجهود وتجديد الهوية للمنتج الوطني وتوضيح معايير المحتوى المحلي.
وخلال الأسبوع الماضي ومن خلال جهاز الاستثمار العُماني، جرى تدشين 4 برامج شاملة ومتكاملة تصب جميعها في تعزيز ثقافة المحتوى المحلي، فما هذه الجهود إلا رسالة واضحة بأن الحكومة وجميع مؤسساتها جادة في هذا الموضوع، وما على المستهدفين إلا فهم هذه الرسالة، ولتعظيم الفوائد عليهم متابعة هذه الجهود لحظةً بلحظةٍ.