حمود بن علي الحاتمي
قد يتساءل البعض أين تقع قرى المارات وكرب والسراة... إنها قرى جبلية في جبل شمس وتشكل قوام الحركة والنشاط الإنساني للجبل؛ حيث تطل قرية السراة على ولاية عبري بينما تطل قريتا المارات وكرب على ولاية الرستاق.
هذه القرى كانت آهلة بالسكان قبل النهضة المباركة إلا أنها لم تحظَ بالخدمات مما اضطر عدد من سكانها للنزوح منها وبقي عدد قليل ومع شق الطريق الترابي الصعب ووصول الكهرباء لعدد من المنازل عاد بعض المواطنين على أمل استكمال باقي الخدمات. وتتوالى وعود الوزارات بتقديم الخدمات ومنها وزارة النقل والاتصالات التي قامت بمسح القرى بهدف رصف الطرق المؤدية إلى تلك القرى.
وكم كانت فرحة المواطنين بعد عقود من الزمن وهم يكابدون مخاطر الطريق وينفقون آلاف الريالات في استبدال سياراتهم التي لا تعمر أكثر من 5 سنوات فضلاً عن الصيانة المستمرة واستبدال الإطارات التي لا تعمر أكثر من 4 أشهر بسبب وعورة الطريق الحالي. إلّا أن وزارة النقل أحبطت الأهالي بإعلانها عن رصف سبعة كيلو مترات من طريق جبل شمس لا تخدم سوى قرى قريبة من الطريق الحالي وتستمر معاناة المواطن في تلك القرى لسنوات مقبلة.
هذه القرى وما حباها الله تعالى من طبيعة بكر جعلها مقصد السياح من مختلف أنحاء العالم وتعج بالحركة صيفا وشتاء، فضلاً عن السياحة الداخلية وأشجارها ذات الروائح العطرية ومنها شجرة العلعلان والبوت وغيرها من الأشجار التي لا توجد في مكان آخر.
وإذا أردنا أن ننشط السياحة، فلابد لها من خدمات، فلا سياحة بدون خدمات، وأولى هذه الخدمات هي رصف الطريق الذي يربط قرى جبل شمس.
الحكومة يجب أن تنظُر إلى قرى جبل نظرة تستهدف من خلالها العائد الاقتصادي المتمثل في السياحة والمشروعات التي تبنى عليها وكذلك العائد الاجتماعي وهو استقرار الأهالي في قراهم دون أن ينزحوا إلى مراكز المدن وتصبح تلك القرى مهجورة.
أصحاب السعادة المحافظون في محافظتي الظاهرة وجنوب الباطنة، نأمل منكم تكامل الأدوار في تقديم الخدمات ومُطالبة وزارة النقل والاتصالات برصف الطريق المؤدي إلى قرى المارات وكرب والسراة.