طلبة الدمج الفكري والمصير المجهول

 

سالم بن نجيم البادي

 

الإعاقة الفكرية هي الإعاقة الناتجة من خلل في الوظائف العليا للدماغ كالتركيز والذاكرة والاتصال مع الآخرين وغيرها وينتج عنها إعاقات تعليمية واجتماعية وتخلف عقلي.

وفصول الدمج يقصد بها استحداث فصول خاصة بالمدارس العادية تتضمن إلحاق الأطفال المعاقين بفصل خاص بهم داخل المدارس العادية. والسلم التعليمي لفصول الدمج الفكري يقسم إلى ثلاث مراحل: مرحلة التهيئة مدتها سنتان ومرحلة الحلقة الأولى (1- 4) ومرحلة الحلقة الثانية (5- 9)، لكن الأسئلة التي يطرحها أهالي هؤلاء الطلبة ما هو مصيرهم بعد الصف التاسع وإلى أين يذهبون ولماذا لا يُسمح لهم بمواصلة التعليم حتى الصف الثاني عشر، كأقرانهم الأسوياء؟ ولماذا لا يمنحون شهادة بعد الصف التاسع ولماذا لا يوجد لهم منهج مكتوب ومعروف وواضح؟ ولماذا تتم المساواة بينهم جميعًا؛ لأن بعضهم كما يقول الأهالي أفضل من بعض في التحصيل الدراسي وهم أقرب إلى الطلبة الذين يدرسون في الصفوف العادية لماذا لا يتم إعادتهم إلى الصفوف العادية.

إنها معاناة هؤلاء الطلبة وأهاليهم بعد الانتهاء من الصف التاسع وقد وصلت إلى ضحي رسالة من أحد أولياء أمور الطلبة، يقول فيها: ما مصير هؤلاء الطلبة بعد الصف التاسع؟ ومن الجهة التي سوف تهتم بهم؟ هل هي وزارة التربية والتعليم أو التنمية الاجتماعية أو التعليم العالي أو  وزارة العمل؟

إن بقاءهم في المنازل يُشكل معضلة لهم وهم فئة من أبناء المجتمع يجب أن يأخذوا حقهم من التعليم والرعاية الصحية والتوظيف وكل حقوقهم لأنهم جزء من هذا المجتمع. ويقول أيضًا إنه ذهب إلى مقابلة معالي وزيرة التربية والتعليم وكتب رسالة إلى المحافظ انتهى كلام ولي الأمر.

وهنا يجب الإشادة بدور وزارة التربية والتعليم التي فتحت فصولا خاصة بهؤلاء الطلبة مع توفير معلمين مختصين في مجال الدمج الفكري ومشرفين على هؤلاء المعلمين ووفرت وسائل نقل للطلبة وبعض الوسائل التعليمية والأنشطة، وأعرف مدرسة بها طالب واحد من هذه الفئة متوفر له معلم ووسيلة نقل. غير أن كل ذلك غير كاف من وجهة نظر الأهالي والطلبة، وقد حدثت مشاهد درامية مؤثرة لبعض هؤلاء الطلبة بعد أن أنهوا الصف التاسع ومُنعوا من الدراسة وهم يرغبون في مواصلة تعليمهم؛ إذ يحاولون وبكل إصرار البقاء في المدرسة ويعيشون حياة نفسية تعيسة في بيوتهم بعد الصف التاسع وهم يشاهدون أقرانهم يواصلون مسيرة التعليم. وقد شاهدت بنفسي أحد هؤلاء الطلبة  جاء إلى المدرسة منكسرا وهو يحاول العودة إلى مقاعد الدراسة بعد سنة من تركها، وهو يتوسل إلى مدير المدرسة بالسماح له بمواصلة الدراسة لكن ذلك غير مسموح به. ثم عاد في السنة التالية يريد مواصلة الدراسة الحرة أو تعليم الكبار.

إن عدد هؤلاء الطلبة يزداد سنة بعد أخرى، وفي إحدى المديريات التعليمية بلغ عددهم 104 طلاب وطالبات في السنة الدراسية 2023.

الآن.. قضيتهم تحتاج إلى اهتمام من كل الجهات ذات الاختصاص وإيجاد حلول مناسبة لهم، هذه قضية أهالي يعانون، وطلبة يتألمون في بيوتهم دون أن يهتم بهم أحد بعد الصف التاسع، وقد طلبوا من ضحيّ أكثر من مرة طرح هذه القضية وها هو يفعل لعل وعسى أن تجد الحل الذي ينهي مأساة هؤلاء الطلبة.