ارتفاع أعداد ضحايا "قارب الموت" إلى 59 قتيلًا منهم 12 طفلًا

روما- رويترز

قالت واندا فيرو وكيلة وزارة الداخلية الإيطالية إن حصيلة الوفيات الناجمة عن اصطدم قارب خشبي يقل مهاجرين بصخور قرب الشاطئ في جنوب إيطاليا في ساعة مبكرة من صباح يوم الأحد ارتفعت إلى59 قتيلا، منهم 12 طفلا، مرجحة زيادة عدد الوفيات.

وتحطم القارب، الذي أبحر من تركيا قبل عدة أيام وعلى متنه مهاجرون من أفغانستان وإيران وعدد من الدول الأخرى، في أجواء عاصفة قرب منتجع ستيكاتو دي كوترو على الساحل الشرقي لمنطقة كالابريا جنوب إيطاليا. وقالت مانويلا كورا المسؤولة بحكومة المنطقة لرويترز إن الحصيلة غير النهائية للقتلى بلغت 58. وأضافت إن 81 شخصا نجوا، ونُقل 20 إلى المستشفى أحدهم في العناية المركزة.

وقالت شرطة جمارك جوارديا دي فينانسا إن أحد الناجين اعتُقل بتهم تهريب المهاجرين. وقال أنطونيو تشيرازو رئيس بلدية كوترو إن من بين القتلى نساء وأطفال. ولم تتوفر بعد الأرقام الدقيقة لعدد الأطفال الذين ماتوا. وأضاف تشيرازو لقناة (سكاي تي.جي24) الإخبارية إنه سمع صوت اختناق أحد الغرقى ورأى "مشهدا لن ترغب أبدا في رؤيته في حياتك... مشهد مروع... يلازمك طوال حياتك".

وتناثر حطام القارب الخشبي، وهو قارب تركي، على امتداد مساحة شاسعة على الساحل.

وقالت كورا إن القارب غادر إزمير بغرب تركيا قبل ثلاثة أو أربعة أيام، مضيفة أن الناجين قالوا إن ما بين 140 و150 كانوا على متنه.

وقالت إن معظم الناجين من أفغانستان، بالإضافة إلى قلة من باكستان وزوجين من الصومال، مضيفة أن تحديد جنسيات القتلى كان أكثر صعوبة.

وقال الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا "جاء الكثيرون من هؤلاء المهاجرين من أفغانستان وإيران هربا من ظروف صعبة للغاية".

وذكرت تقارير أولية لوكالة الأنباء الإيطالية (أنسا) ووكالات أخرى أنه عثر على نحو 27 جثة جرفتها الأمواج إلى الشاطئ فيما تم رصد المزيد من الجثث في المياه.

وقال إينياتسيو مانجوني، وهو أحد مسؤولي الصليب الأحمر الإيطالي، لقناة (سكاي تي.جي24) إن عددا قليلا جدا من الأطفال، الذين يُعتقد أنهم كانوا على متن القارب، نجوا.

وعبرت رئيسة الوزراء جورجا ميلوني عن "بالغ الحزن" بسبب الحادث. وتعهدت بوقف الهجرة غير المنتظمة عبر البحر لمنع سقوط المزيد من الضحايا، محمّلة مهربي البشر المسؤولية.

وتتخذ حكومتها اليمينية موقفًا صارمًا من الهجرة غير الشرعية منذ توليها الحكم في أكتوبر، غالبًا من خلال الحد من أنشطة المنظمات الخيرية المعنية بإنقاذ المهاجرين التي استهدفتها بقوانين جديدة صارمة حصلت على موافقة برلمانية نهائية يوم الخميس.

وتتهم ميلوني تلك المنظمات بتشجيع المهاجرين على القيام بالرحلة البحرية المحفوفة بالمخاطر إلى إيطاليا من خلال توفيرها "عوامل جذب".

وترفض المنظمات الخيرية ذلك قائلة إن المهاجرين انطلقوا بغض النظر عمّا إن كانت قوارب الإنقاذ على مقربة.

وردًا على حادث غرق القارب، كتبت منظمة إنقاذ المهاجرين الإسبانية "أوبن آرمز" على تويتر "وقف عمل المنظمات غير الحكومية وعرقلته سيكون له تأثير واحد فقط: موت الأشخاص المستضعفين الذين تركوا دون مساعدة".

وذكر وزير الداخلية الإيطالي ماتيو بيانتيدوزي في بيان أن من "الضروري" وقف عمليات الهجرة عبر البحر التي ترسم للمهاجرين "سرابًا وهميًا" للوصول لحياة أفضل في أوروبا، وتزيد ثراء المهربين و"تتسبب في مآسٍ مثل تلك التي حدثت اليوم".

وقال البابا فرنسيس بابا الفاتيكان في عظة اليوم الأحد أمام الجموع في ساحة القديس بطرس إنه يصلى من أجل كل من كانوا على متن القارب المتحطم.

وإيطاليا واحدة من نقاط الوصول الرئيسية للمهاجرين الطامحين في دخول أوروبا عبر البحر.

ووفقًا لقاعدة بيانات مشروع المهاجرين المفقودين التابع للأمم المتحدة، لقى أكثر من 17 ألفا حتفهم أو فُقدوا وسط البحر المتوسط منذ عام 2014، كما لقي ما يزيد على 220 حتفهم أو فقدوا هذا العام.

تعليق عبر الفيس بوك