"التحليق" بين العاطفة الشعبية والواقعية السياسية

 

مسعود الحمداني

samawat2004@live.com

(1)

ليس للسياسة دين، ولا ملّة، هي تتبع دائمًا بوصلة المصالح الكبرى، لا العاطفة، هكذا هي.. لا يمكنك أن تتخيل عدوًا أبديًا، ولا حليفًا أبديًا، كل شيء يجري حسب المتغيرات، فلا تبالغوا في التفاؤل، والتفاخر، فالمفاجآت الصادمة قادمة لا محالة..

ولا عزاء للعاطفة الشعبية.

(2)

يظن الكثيرون أن فتح المجال الجوي العماني أمام الطيران الإسرائيلي كارثة قومية، لكن عُمان ملزمة بتنفيذ القرارات التي تصدرها المنظمات الدولية التي تشترك فيها إسرائيل.

لذا فكل الأبواب مشرعة أمام كل التوقعات، ولا مكان للعاطفة في عالم السياسة.

(3)

لا أدري لماذا كل هذا العويل والصراخ والدهشة والاستهجان من البعض حين أعلنت سلطنة عمان فتح مجالها الجوي لـ"جميع" الطائرات المدنية، لعل هؤلاء لا يقرأون كثيرا في المشهد السياسي العربي ككل.

(4) 

لا يعني فتح المجال الجوي العماني أمام "جميع" الطائرات، ومنها الإسرائيلية، التخلي عن القضية الفلسطينية، رغم أن كثيرًا من العرب تخلّوا عنها، ولكنها تبقى قضية وجدانية ووجودية بالنسبة للشعوب، غير أن حسابات السياسة شأن آخر.. تقوم على "البراجماتية" وليس على "الأشعار" والمشاعر القومية.

هكذا تعلمنا دروس السياسة اليومية.

(5)

الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة على الدول العربية للاعتراف والتطبيع مع "إسرائيل" لا يمكن الصمود معها طويلاً، فمفتاح الشرق الأوسط كله في يد أمريكا، وأعتقد أن المفتاح قابل لفتح كل الأبواب المغلقة مهما بلغت درجة مقاومتها.

(7)

لا يمكن لدولة عربية بمفردها حل القضية الفلسطينية، ولا يمكن أن يكون الحل سياسيًا على المدى البعيد، فالدولة العبرية تبتلع الأراضي الفلسطينية، ولا سلطة تستطيع منعها من التمادي في التهام ما تبقى من فلسطين، ولا قوة فعلية قادرة على حماية الفلسطينيين، ولم يعد يملك العرب غير التنديد، وليس الوعيد، فلسان حال القضية يقول " أكلتُ يوم أُكل الثور الأبيض"..

ومنذ "كامب ديفيد" بدأت إسرائيل تأكل بشراهة كل ما يقابلها من لحوم الثيران.

(6)

كلما ازداد العرب ضعفًا، ازدادت إسرائيل قوة وبطشًا.