عُمان.. نبض العروبة وأرض السلام

تُبرهن الدبلوماسية العُمانية على مكانتها الراسخة في الإقليم والعالم، يومًا تلو الآخر، وحدثًا وراء حدث؛ ففي كل التطورات التي تجري من حولنا على مستوى المنطقة أو العالم بأسره، تبرُز عُمان بإرثها الحضاري الضارب في جذور التاريخ، وعمقها الاستراتيجي الذي يتوسط قارات العالم، شرقًا وغربًا، ونهجها المُحايد الذي يحظى بتقدير واحترام مختلف الدول.

وبالأمس، كانت عُمان محط أنظار العالم، مع استقبال حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- لفخامة الرئيس الدكتور بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية، والذي حل ضيفًا على عُمان في زيارة عمل، جرى خلالها بحث مسيرة العلاقات الثنائية وجهود توطيد دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

الزيارة هي الأولى للرئيس بشار الأسد خارج بلاده بعد وقوع الزلزال المُدمّر الذي أودى بحياة الآلاف من السوريين، سواء في الأراضي السورية أو في المناطق التركية التي يعيش فيها السوريون. ولا شك أن هذه الزيارة تحمل الكثير من الدلالات وتؤكد على العديد من النقاط، أولًا: أنها الزيارة الأولى للرئيس الأسد إلى سلطنة عُمان منذ اندلاع الأحداث في 2011، ثانيًا: أن الزيارة تأتي في توقيت بالغ الأهمية؛ حيث تتواصل الجهود من أجل إعادة سوريا إلى محيطها العربي بعد غياب دام 12 سنة نتيجة للصراعات المسلحة التي عانت منها سوريا، ثالثًا: أن الوقت الراهن هو الأكثر ملاءمة لإعادة بناء اللحمة العربية، في ظل ما يحيط بالمنطقة والعالم من تحديات.

إنَّ عُمان ستظل قبلة للسلام، والوجهة الأولى للباحثين عن الاستقرار والأمن في المنطقة، بفضل حيادها الإيجابي ورغبتها الأصيلة والجادة في إحلال السلام وترسيخ الازدهار والنماء والرخاء.

تعليق عبر الفيس بوك