الإسراء والمعراج.. ميلاد أمة

راشد بن حميد الراشدي

مع ذكرى الإسراء والمعراج يستذكر المسلمون في بقاع الأرض هذه الليلة المباركة بتفاصيلها العظيمة فهي حادثة كانت بين السماء والأرض، حادثة لم يشهد مثلها العالم أجمع، حادثة بين المنطق والخيال روى تفاصيلها سيدنا الحبيب محمد ابن عبدالله- ‏صلى الله عليه وسلم- هذه الحادثة التي شكّلت ميلاد أمة بفرائضها التي فرضها الله على عباده وأبلغها نبيه وصدقها وعمل بها صحابة رسول الله وتابعيه وتابعي تابعيه الى يوم الدين.
اليوم نحتفي جميعًا نحن أمة محمد صلى الله عليه وسلم بهذه المناسبة السعيدة، وقد أضاءت وأبصرت عقولنا وقلوبنا بنور الإيمان وهداية الرحمن وطاعته في كل ما أمر به ونهى عنه.
فرحلة الإسراء والمعراج التي حملت الكثير من الغيبيات الربانية وتكشفت أمام سيد البشر في وصفه لرحلته المباركة تزيد من ثبات المؤمن وترفع هامته وتُعلي قدره ومكانته؛ فهي رحلة إيمانية أكرم الله بها سيدنا محمد ‏صلى الله عليه وسلم ومن اتبعه إلى يوم الدين بما تميزت به وحملته من بشائر خير للمؤمنين.
ومع احتفاء سلطنة عمان بهذه المناسبة، نرفع أكف الضراعة لله عز وجل أن يُعيد هذه الأمة إلى ثباتها ودينها وقيمها ومجدها؛ لتحذوا بحذوها سائر الأمم، وأن تكون خير الأمم التي تقود العالم إلى رشده بعد أن تاه في ملذات الحياة وحبائل الشيطان اللعين، فتكالبت عليه الابتلاءات من القدير العليم بسرائر النفوس.
وتأتي اليوم هذه المناسبة الجليلة لنستذكر عظمة الإسلام ونحمد الله على أن جعلنا من المسلمين السائرين على درب النبي الأمين؛ فالعالم كله بدأ يعود لمنهاج العقيدة الصالحة لكل مكان وزمان ولكل أمة، ألا وهو  الإسلام وباعتراف مفكريه وعلمائه.
اليوم يستذكر العالم ميلاد أمة وسيدًا مرسلًا للناس كافة والأنس والجن ليخرجهم من الظلمات إلى النور ومن الضياع والفساد إلى عمارة الأرض ووراثتها بصدق العمل.
حفظ الله أمة محمد ‏صلى الله عليه  وحفظ عُمان وسائر بلاد المسلمين وجعلهما منارة للخير والنور بإذن الله لكل العالمين فحادثة ‏الإسراء والمعراج هي حادثة ميلاد أمة.
وكل عام وأنتم بخير.