الكشف عن "معبد صغير" بموقع الطيخة الأثري في الرستاق

 

مسقط- الرؤية

أنهى قسم الآثار في كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس أعمال التنقيب الأثري للموسم الثاني 2023 في موقع الطيخة بولاية الرستاق، والتي كانت قد بدأت يوم الأحد 8 يناير 2023م وذلك بالاشتراك مع فريق من جامعة بيزا الإيطالية وبإشراف كل من الدكتور خالد دغلس والأستاذ الدكتور ناصر الجهوري من قسم الآثار في جامعة السلطان قابوس، والدكتورة ساره بيزمنتي من جامعة بيزا وبإشراف وزارة التراث والسياحة.

ومن الاكتشافات المميزة لهذا الموسم الكشف عن معبد صغير داخل المنطقة السكنية والذي يدل بوضوح على وجود معتقدات دينية لدى سكان الموقع. حيث تميز المعبد بوجود عدد من المصاطب الحجرية الدائرية خارج المبنى بالإضافة إلى مبنى دائري مجاور له من الجهة الغربية للمعبد. وتدل جميع المرفقات المعمارية المكتشفة داخل وخارج المعبد أن سكان المستوطنة مارسوا طقوسهم الدينية بشكل مكثف ولمدة طويلة من حياة المستوطنة.

وأكدت نتائج التنقيب الأثري أن موقع الطيخة بولاية الرستاق يضم مستوطنة سكنية كبيرة دائمة يعود عمرها لأكثر من 4500 سنة، وهي الأولى التي يتم اكتشافها والتنقيب بها في محافظة جنوب الباطنة. ويمثل الموقع إحدى مستوطنات ثقافة أم النار التي ازدهرت في شبه الجزيرة العمانية خلال العصر البرونزي المبكر (2600-2000 قبل الميلاد). وتضم المستوطنة عددا كبيرا من البيوت السكنية والتي تراوحت مساحاتها بين الكبيرة جدا والمتوسطة والصغيرة. كما كشفت التنقيبات الأثرية عن وجود ما لا يقل عن أربعة أبراج ضخمة مبنية من الحجارة والطوب الطيني.

كما قام فريق البعثة الأثرية بالتنقيب عن مدفنين من فترة "أم النار"؛ حيث تبين أنهما تعرضا للتخريب في مرحلة لاحقة خاصة في فترة العصر الحديدي، أي ما يقارب بعد ألفي سنة من بنائهما؛ إذ أُعيد استخدامهما لأهداف أخرى غير الدفنية. وعلى ما يبدو أن سكان الموقع كان لهم علاقات تجارية مع حضارات خارج عُمان، خاصة حضارة هاربا، وقد تمثل ذلك جليًا في كمية الفخار المستورد من وادي السند الذي عثر عليه بكمية جيدة داخل مناطق التنقيب في المستوطنة. وعلى الرغم من التنقيب لموسمين متتاليين في موقع الطيخة (2022- 2023) إلا أنه ما زال هناك غموض كبير وأسئلة كثيرة تحيط بالموقع والتي يأمل فريق التنقيب الكشف عنها في المواسم المقبلة.

وتكون فريق قسم الآثار من كل من الدكتور محمد حسين والدكتور ناصر الهنائي ويعقوب الرحبي ويعقوب البحري، إضافة إلى عدد من طلبة الماجستير في علم الآثار وهم: هدى الدهينية، وبثينة الغفيلية، وسعاد الحراصية، ووَجد الزكوانية، والريم العلوية، وعدد من طلبة فرعي الآثار وهم: ملاك الخاطرية وهاجر المياحية.

تعليق عبر الفيس بوك