صنّاع "الفيل الأزرق" و"موون نايت" يشاركون خبراتهم الإبداعية في "اكسبوجر 2023"

الشارقة - الوكالات

قدم اثنان من نخبة السينمائيين المصريين، خلاصة تجربتهم الفنية طوال 3 عقود للمهتمين بصناعة الأفلام من طلاب ومصورين مبتدئين، ضمن البرنامج الخاص في "منصة X"، التي تستهدف عشاق السينما من جمهور ومواهب. وتقدم مجموعة مختارة من الخبراء ورواد صناعة الأفلام حوارات وورش عمل ملهمة، تشكل إضافة نوعية لكل الراغبين في تطوير أدواتهم أو بدء مسيرتهم العملية في مجال السينما.

وشارك المنتج أحمد حافظ يونس والمصور أحمد المرسي، أهم ملامح تجربتهما السينمائية الكبيرة، في جلستين متتاليتين ضمن فعاليات اليوم الثاني للمهرجان الدولي للتصوير "اكسبوجر"، الذي يقام في الفترة من 9 وحتى 15 فبراير الجاري بـ "مركز إكسبو الشارقة"، وعرفا جمهور "اكسبوجر 2023" بمبادئ المونتاج والتصوير السينمائي، كما قدما العديد من النصائح العملية المبنية على خبرتهما. وعمل أحمد حافظ يونس وأحمد مرسي معاً على عدد من الأفلام التي حازت إقبالاً واسعاً على شباك التذاكر، خاصة أعمال المخرج مروان حامد، كفيلم الفيل الأزرق، بجزأيه، وتراب الماس، إضافة إلى آخر أفلامه "كيرة والجن".

في البداية، صعد إلى "منصة X" المونتير أحمد حافظ، الذي لمع نجمه مؤخراً بعد عمله مع المخرج محمد دياب في مونتاج الحلقتين الثالثة والرابعة من مسلسل مارفل "فارس القمر Moon Knight"، بجانب عمله السابق مع المخرج عمرو سلامة في "ما وراء الطبيعة" الذي يعد أول الإنتاجات العربية لشبكة "نتفليكس"، حيث قدم مدخلاً في فن تحرير المشاهد المصورة (المونتاج)، والدور الذي يلعبه المونتير في صناعة الفيلم وسرد حكايته بصرياً، عبر عملية ترتيب المشاهد وتقطيعها، واصفاً إياها بالمزيج الذي يجمع الرؤية الفنية بالعلم والتقنية.

وعن أهمية المونتاج في عملية صناعة الفيلم، قال حافظ: "أي إنسان هو مونتير بالفطرة، فنحن عندما نحكي قصصنا والمواقف التي تواجهنا في حياتنا اليومية، نقوم باختزال كل التفاصيل الزائدة التي لا داعي لها، ليصبح ما نشهده في ساعة قابلاً للسرد في خمس دقائق". مؤكداً أن خروج المونتاج بشكل محكم هو من أهم العوامل التي تجعل من الفيلم السينمائي، والفيديو المصور عموماً، عملاً بصرياً متماسكاً. وأوضح أن: "المونتاج هو الأسلوب الذي يُحكى به الفيلم وإيقاعه، وهو ما يجعل منه عملاً ناجحاً أولا، فكثيراً ما نسمع نكتةً أضحكتنا، لكننا إذا لم نكن بارعين في حكايتها بطريقة متماسكة، فقد تخسر طرافتها وتصبح غير مضحكة أبداً".

من جانبه، توقف أحمد المرسي، عند العديد من المفاهيم والجوانب الفلسفية التي تنظم عمل الفنان السينمائي بوجه عام، والمصور خاصة، اعتماداً على خبرته الممتدة لـ25 عاماً، في أكثر من 50 عملاً سينمائياً وتلفزيونياً، ضمت أسماء لامعة من المخرجين الكبار في مصر، من بينهم يوسف شاهين، ويسري نصرالله، وداوود عبد السيد، مؤكداً على ضرورة أن يظل طموح الفنان دون سقف، وأن يتسائل عن هدفه في الحياة، وشكل البصمة التي يريد أن يتركها بأعماله الفنية، قائلاً: "الفيلم الجيد، هو الفيلم الذي يدفعك للتفكير وإعادة حساباتك والحديث عنه ما أن تغادر صالة السينما، وأنا كسينمائي أدرك أنني إنسان فاني، لهذا أعمل على صنع أفلام جيدة، فهي الميراث الذي سأتركه خلفي".

واستعرض المرسي العديد من المحاور التي تشكل أعمدة التصوير السينمائي، شارحاً الدور الذي يلعبه في صناعة الفيلم، عبر امتلاك يمتلك جملة من الأدوات المتنوعة كالتكوين والضوء والظل واللون والحركة إضافة إلى المؤثرات البصرية. وأكد على أهمية أن يدرك المصوّر متى يستخدم كل أداة منها، مضيفاً: "الأفلام ليست كالروايات، فالأعمال الأدبية قادرة على وصف المشاعر وشرحها ضمن السرد، لكننا في السينما لا نستطيع فعل ذلك إلا بالتعليق الصوتي الذي كثيراً ما يكون خياراً فنياً ضعيفاً، ولهذا لابد للمصور أن يضع نفسه مكان المشاهد، ويمنحه فرصة أن يشعر باللحظة التي تعيشها الشخصية بصرياً".
 

تعليق عبر الفيس بوك