القاهرة نقطة لقاء لمباحثات عاجلة لتخفيف التوتر

ردًا على "العدوان الممنهج".. صواريخ من غزة على مدن الاحتلال الإسرائيلي

غزة- رويترز

قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي غزة، ردًا على إطلاق صاروخ من القطاع وذلك بعدما حثت الولايات المتحدة جميع الأطراف قبل أيام على التهدئة لكن لا توجد أي مؤشرات على زيادة تصعيد العنف بعد توتر على مدى أيام.

ولم ترد تقارير عن سقوط مصابين بجروح خطيرة لكن العنف المتبادل يأتي تماشيا مع نمط مألوف يشير إلى أن الطرفين لا يسعيان إلى صراع أوسع.

من جهة أخرى، قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إن إسرائيل، التي تحصل الضرائب نيابة عن السلطة الفلسطينية، ستأخذ مئة مليون شيقل (29 مليون دولار) من أموال السلطة الفلسطينية لتعويض ضحايا الهجمات الفلسطينية المسلحة مقابل الرواتب التي تدفعها السلطة لعائلات المهاجمين. ولم يصدر تعليق فوري من السلطة الفلسطينية.

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن ضرباته الجوية استهدفت مواقع لصناعة الصواريخ والأسلحة تستخدمها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تدير القطاع المحاصر وإن الهجمات رد على إطلاق صاروخ يوم الأربعاء. ولم تعلن أي جماعة فلسطينية مسؤوليتها عن إطلاق الصاروخ.

وهزت انفجارات قوية مباني وأضاءت ظلمة الليل في سماء غزة بينما دوت صفارات الإنذار في مناطق إسرائيلية حول القطاع للتحذير من مزيد من الصواريخ قبل فجر يوم الخميس.

وأعلن الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين اليسارية أنه أطلق بعض الصواريخ على إسرائيل قائلا إن ذلك رد على الضربات الجوية و"العدوان الممنهج" على الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

ويسلط القصف المتبادل الضوء على التوتر بين إسرائيل والفلسطينيين بعد مقتل سبعة أشخاص برصاص مسلح فلسطيني خارج معبد يهودي في القدس الشرقية وبعدما أسفرت مداهمة إسرائيلية في مخيم لاجئين بالضفة عن استشهاد عشرة فلسطينيين، من بينهم ثمانية نشطاء.

كان العام الماضي هو الأكثر دموية في الضفة الغربية منذ ما يزيد على عشر سنوات مع تصاعد العنف بشكل مطرد في أعقاب سلسلة من الهجمات الفلسطينية المميتة في إسرائيل والتي أدت إلى تصعيد المداهمات الإسرائيلية.

وقال البيت الأبيض في بيان إن الرئيس الأمريكي جو بايدن اجتمع مع العاهل الأردني الملك عبد الله في البيت الأبيض يوم الخميس وناقشا "الفرص والآليات لتقليص التوترات، خاصة في الضفة الغربية".

وحث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الطرفين على التهدئة خلال زيارته للمنطقة يوم الثلاثاء؛ حيث أعاد التأكيد على دعم واشنطن لحل الدولتين كسبيل لإنهاء الصراع المستمر منذ عقود.

وظلت باربرا ليف، كبيرة الدبلوماسيين الأمريكيين المعنية بشؤون الشرق الأوسط، وهادي عمرو الممثل الأمريكي الخاص للشؤون الفلسطينية في المنطقة لمواصلة محادثات التهدئة بين الجانبين ومن المقرر أن يلتقيا بمسؤولين فلسطينيين اليوم الخميس.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس "إنهما موجودان هناك لدعم الأحزاب والخطوات التي سيتعين على الأطراف اتخاذها لكسر دائرة العنف هذه".

واحتشد نشطاء في غزة تضامنا مع الأسيرات اللائي تحتجزهن إسرائيل بعدما قال وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن جفير، الذي يشرف على السجون، إنه سيمضي قدما في خطط لجعل أوضاع الأسرى الفلسطينيين أكثر صعوبة.

وتعهد بن جفير بالتوقف عن إتاحة "المزايا والرفاهية" للأسرى الفلسطينيين وأمر بتقليص سبل الراحة وتقليل عدد المخابز التي يديرها الأسرى في بعض السجون.

وقال مشير المصري القيادي في حركة حماس لرويترز إن قرارات بن جفير الأخيرة هي "صب للزيت على النار". وأضاف "قضية الأسرى كانت دوما على طاولة المقاومة الفلسطينية، وصرخات الأسيرات في سجون العدو الصهيوني تنذر بمواجهة عارمة لا تقف إزاءها المقاومة مكتوفة الأيدي".

من جهة أخرى، قال مسؤول في حركة الجهاد الإسلامي إن وفدا من المكتب السياسي للحركة بقيادة زعيمها في المنفى زياد النخالة سيزور القاهرة اليوم الجمعة لإجراء محادثات تشمل أيضا الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن الزيارة كانت مقررة قبل أحداث العنف الأخيرة لكنه قال إنه سيتم بالتأكيد مناقشة التصعيد الحالي في غزة والضفة الغربية.

وقال مسؤول فلسطيني مطلع على الوساطة المصرية إن القاهرة دعت أيضا زعيم حركة حماس إسماعيل هنية المقيم حاليا بين قطر وتركيا لإجراء محادثات منفصلة الأسبوع المقبل.

تعليق عبر الفيس بوك