"معرض الرياض" وآفاق التكامل العُماني السعودي

‏راشد بن حميد الراشدي **

ما نشهده حاليًا من حراك نحو التكامل بين سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية الشقيقة في مختلف المجالات، خاصةً الجوانب الاقتصادية والاستثمارية، يدفع بالبلدين نحو مزيدٍ من التقدم والازدهار، ترجمة لمستهدفات رؤيتنا المستقبلية "عُمان 2040" ورؤية "المملكة 2030".

فمع توقيع مذكرات التفاهم والتعاون والاجتماعات الثنائية الممتدة منذ عامين والزيارات المتبادلة، بدأت تتشكل آفاق التعاون البنّاء في منحى جديد وشامل لعلاقات متميزة بين البلدين الشقيقين في مجالات الاقتصاد والاستثمار، وبما يخدم شعبي البلدين في مختلف مناحي الحياة، وذلك بفضل ما تحظى به سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية من بيئة استثمارية واعدة يدعمها اقتصاد صاعد وناجح بإذن الله.

وشكلت المعارض المشتركة والزيارات المتبادلة بين وفود البلدين جسرًا من التعاون الجيد في عدد من الأنشطة التجارية الواعدة وتحقيق النجاح في إطار التكامل بين القطاعات الحكومية والمؤسسات والشركات المشاركة في تلك المعارض والاجتماعات الهادفة.

وقد بلغت هذه العلاقات مستوى متميزًا، خاصة بعد افتتاح معرض الصناعات السعودي العُماني في العاصمة السعودية الرياض، بالتزامن مع أعمال منتدى الاستثمار السعودي العُماني، وسط مشاركة واسعة من الجهات الحكومية وأبرز الشركات السعودية والعُمانية لعرض المنتجات والصناعات القائمة في البلدين الشقيقين، ويستمر لمدة 4 أيام.

وقد شجع المعرض الكثير من الشركات والمؤسسات من البلدين للمشاركة فيه وبقوة سعيًا نحو التوسع في السوقين العماني والسعودي، وإنجاح التعاون المُثمر بين البلدين في مجال دعم الاستثمارات والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، إضافة للمشاريع العملاقة التي ستكتمل أطرها في القريب العاجل بإذن الله؛ حيث يستهدف المعرض تعزيز الشراكة العمانية السعودية ويشمل قطاعات البتروكيماويات والصحة والأغذية واللوجستيات، والقطاع التقني والقطاع المالي والمصرفي والتأمين وقطاع البناء والأثاث، إضافة إلى الصناعات التحويلية والصناعات الحرفية وقطاع الأناقة والجمال.

إنَّ ما نلمسه اليوم من تعاون صادق وبمنهجية واضحة سوف يساهم في تعزيز كل سبل التعاون التي تنشدها سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية، وسينعكس على اقتصاد البلدين الشقيقين وكل دول الخليج العربي، لا سيما وأن حجم التبادل التجاري بين عُمان والمملكة العربية السعودية حتى نهاية أكتوبر 2022 بلغ أكثر من ملياري ريال عُماني، وتجاوزت قيمة الواردات العُمانية من السعودية مليارًا و496 مليونًا و140 ألفًا و759 ريالًا عُمانيًّا، في حين بلغت قيمة الصادرات العُمانية إلى السعودية أكثر من 734 مليونًا و741 ألفًا و587 ريالًا عُمانيًّا.

وبلغت الاستثمارات السعودية المسجلة في سلطنة عُمان مليارًا و477 مليونًا و210 آلاف و264 ريالًا عُمانيًّا خلال عام 2020 كاستثمارات مباشرة، يتصدر فيها قطاع التجارة بنسبة 44 بالمائة بعدد 620 شركة، ثم قطاع الإنشاءات بنسبة 24 بالمائة بعدد 164 شركة، ثم الخدمات بنسبة 20 بالمائة.

ومع المتغيرات العالمية من حولنا وتحدياتها بات لزامًا على دولنا أن تفكر في إنجاح كل تعاون مثمر بناء وأن تعتمد الخطط الطموحة الجدية في دفع عجلة الاقتصاد والاستثمار نحو مرافئ جديدة تضمن للأوطان غدًا ومستقبلًا أفضل نحو طرق النجاح والفلاح والاستدامة التنموية الشاملة.

نتمنى لمعرض الصناعات السعودي العُماني ولمنتدى الاستثمار السعودي العُماني كل توفيق ونجاح في ترسيخ التكامل الاقتصادي نحو الأمام وتعزيز آفاق التعاون بين البلدين الشقيقين.

** عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية