علي بن بدر البوسعيدي
بعد طول انتظار، انطلقت فعاليات "ليالي مسقط"، لتكون البديل لمهرجان مسقط سابقًا، ورغم أن الجماهير كانت تترقب وتتوق لأن تشاهد وتستمتع بفعاليات متنوعة غير مسبوقة، بعد حرمان 3 سنوات تقريبًا، من الفعاليات الجماهيرية الكبرى، إلا أن ما جرى الإعلان عنه ما زال لا يلبي شغف وطموح الجميع.
نعلم أن بلدية مسقط مشكورة وبإخلاص رجالها، بذلت جهدًا كبيرًا من أجل أن تخرج هذه الليالي في أبهى حُلة دون تحميل المواطن أي تكلفة قد لا يقدر عليها، كما إن البلدية اجتهدت خلال الفترات الماضية لكي تستقطب الكثير من الفعاليات، لكن ربما لضيق الوقت أو لارتفاع التكلفة لم نشهد بعض الفعاليات التي كان المواطنون يتطلعون إليها. ولذلك نجزم أن العام المقبل سنشهد فعاليات يُشار إليها بالبنان، إذا ما اعتبرنا أن هذه النسخة الأولى من الليالي تمثل تجربة للكثير من الخبرات، واختبارًا لعدد من الفعاليات، خاصة تلك التي تجذب أعدادًا كبيرة من المواطنين والمقيمين.
ورغم كل الجهود والعمل المبذول والملموس، إلا أننا نود إبراز عدد من النقاط؛ أولها: أن الليالي منقسمة إلى 4 مواقع فقط، ومعظمها في محيط مسقط المدينة الحيوية التي نعرفها كعاصمة، وهي: حديقة القرم الطبيعية، ومتنزه النسيم، والجمعية العمانية للسيارات، ومركز عمان للمؤتمرات والمعارض، وهذا يعني غياب الفعاليات عن حديقة العامرات بولاية العامرات، وكذلك عن ولاية مطرح وولاية مسقط وولاية السيب وولاية قريات، على الرغم من أن هذه الولايات مُجهزة بمواقع كان بالإمكان إقامة فعاليات مصاحبة فيها، ولا يُشترط أن تكون على مساحات شاسعة. إذ لا شك أن إقامة أية فعاليات ترتبط بهذه الليالي من شأنها أن تحقق الجذب السياحي والنشاط الاقتصادي للمنطقة التي تقام فيها؛ الأمر الذي سيعود بالنفع على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال، ومن ثم يحقق الانتعاشة الاقتصادية.
إنني من هذا المنبر، كما أوجه الشكر إلى بلدية مسقط على ما تبذله من جهود، أطالب بتوسيع قاعدة الفعاليات كي تشمل مختلف ولايات محافظة مسقط، وأن تتضمن فعاليات أكثر تنوعًا وتشويقًا دون تكرار، وأن يستفيد المواطن العماني أولًا من العائدات التجارية، وأخيرًا أن تطول فترة الفعاليات، لنحو شهر على الأقل، خاصة وأن موسم السياحة الشتوية يمتد لأكثر من 3 أشهر.