تقرير "جهاز الرقابة".. نحو مواجهة هدر المال العام

 

‏راشد بن حميد الراشدي **

 

بدايةً أُقدم جزيل الشكر والتقدير لجهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة لإفصاحه عن قضايا هدر المال العام وما يتكبده الوطن والمواطن من تبعات بلغت ملايين الريالات في ظل ظروف صعبة يعيشها العالم وتعيشها عُمان من خلال مختلف الأزمات التي مرت بها البلاد مثل جائحة كوفيد والأزمة المالية والكساد وقلة الوظائف والركود الذي عمّ كل شيء مع نسبة التعافي المؤمل تحقيقها خلال العام الجاري بإذن الله.

ومع كل هذه الظروف ووجود الباحثين عن عمل والمسرحين ونسبة العمالة الوافدة الكبيرة في البلاد يطل علينا عدد من قضايا هدر المال العام من خلال التقرير المنشور عن جهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة، والذي أساسه استهتار أو فساد أو تخاذل بعض المسؤولين عن أداء مهامهم الموكلة إليهم في تلكم الشركات والمؤسسات والوزارات، وعدم القيام بدورهم المنوط بهم، رغم الوفورات المالية الكبيرة المخصصة لهم والامتيازات التي يستلمها أولئك المسؤولون غير أبهين بثروات ومقدرات الوطن، وأثر ذلك على المواطن البسيط قبل المواطن المقتدر وانعكاساته على ثروات الوطن وقوته الاقتصادية.

هذا التقرير الشامل يعكس ما كان يتحدث عنه الكثير من المواطنين ومطالبتهم الجهات المسؤولة منذ سنوات كجهاز الرقابة المالية والإدارية وغيره، بملاحقة الفساد ومعاقبة من يثبت سوء إدارته لمواردنا المالية والاستثمارية، ومحاسبة المسؤولين عنها، وكشف تلك الحقائق لأبناء المجتمع لكي تكون هناك شفافية ومحاسبة للمقصرين في جميع مؤسسات الحكومة وشركاتها المملوكة للدولة.

وصدور "ملخص المجتمع" أثلج الصدر بما تضمنه من وقائع يجب تصحيح مسارها وإيجاد الحلول الناجحة نحو الإدارة المالية والإدارية السليمة لموارد الدولة مع محاسبة جميع المقصرين والفاسدين وتطبيق القانون، لردع الجميع ومنعهم من التلاعب بثروات الوطن، ومن ثم إيجاد الأيدي الأمينة المخلصة الصادقة التي تبني الوطن بسواعد الجد والعمل والطموح الكبير نحو رفعته وتطوره، وما أكثر الشرفاء الصالحين بحمد الله؛ فعمان ولادةً بالأخيار وستكون بإذن الله في خير ونماء وازدهار على مدى الأزمان.

إن ما أعلنه جهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة هو وسام على صدر الوطن، يحقق المصداقية في أداء الأمانة، ويمثل عودة حقيقية صالحة نحو تصحيح مسار قضايا هدر المال؛ ليكون أثر ذلك التقرير واقعًا في ظل وطن عزيز وقائد مصلح وشعب وفيّ أمين، ينتظر بشائر العهد المتجدد نحو علياء عُمان وعزتها وفخرها بإذن الله.

كل عام وأنتم بخير وإلى غدٍ مشرق سعيد تُصحح فيه كل مسارب الفساد لخير الوطن والمواطن.

** عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية