سالم بن نجيم البادي
ما هذه المثالية المفرطة التي تكاد تكون ضعفًا، فأن نتمتع بصفات الطيبة والتسامح والصبر والروح الرياضية، فكل ذلك لا يعني التنازل عن الحقوق والرضا بتلقي الضربات بصمت، وألّا نرضى أن نكون غير قادرين على الدفاع عن مصالحنا، ولو بكلمة أو بيان احتجاج!!
فحين تطاول أحد اللاعبين الخليجيين على منتخبنا، كان الرد صمتًا، رغم أنَّه كان بالإمكان إصدار بيان شديد اللهجة والاحتجاج لدى الجهة المعنية وملاحقة اللاعب قانونيًا ومطالبته بالأدلة على مزاعم الرشوة التي اتهم بها منتخبنا الوطني! ثم جاء شخص آخر ليتهكم على منتخب عُمان ولم يتم الرد عليه؛ بل تجرأ مسؤول رفيع المستوى في الاتحاد الخليجي لكرة القدم ليُعبر عن أمنيته بفوز العراق بأسلوب مُستفز وغير لائق، رغم أنَّ الواجب والأمانة يفرضان عليه التزام الحياد.
الأغرب من كل ما ذُكر، ما صرح به إعلامي عُماني معروف تمنى فوز منتخب العراق على منتخبنا؛ مما أثار استغراب الجميع من داخل وخارج عُمان، وظهرت بعض التغريدات التي تستهجن ما قاله الإعلامي العماني!
في المقابل، وفي وجه كل ذلك، لم يُحرك الاتحاد العماني لكرة القدم ساكنًا، بل التزم الصمت المُطبق. ولم يراعِ مسؤولو الاتحاد مشاعر الجماهير العمانية التي كانت تقف صفًا واحدًا خلف منتخبنا، ثم تمَّ التنازل عن المقاعد المخصصة للجمهور العماني في المباراة النهائية بين منتخبنا ومنتخب العراق، وعاد البعض من مطار البصرة إلى مسقط. كل هذه إخفاقات للاتحاد العماني لكرة القدم يجب أن يُحاسب عليها.
في مقابل الأداء المدهش والرائع لأبطال منتخبنا الوطني، الذين قدموا أروع الأمثلة في التفاني والأخلاق الرياضية الراقية وفي اللعب النظيف، فنقول لهم: شكرًا.. فقد أسعدتمونا ورفعتوا رؤوسنا عاليًا وأبدعتم في كل المباريات، وفي المباراة النهائية خاصة، والشكر موصول إلى الأشقاء في العراق الذين أبهروا الجميع بحفاوة الاستقبال والكرم، وأظهروا حبهم العميق للعرب، شكرًا لهم من أعماق قلوبنا.