شهرة الفقاعات

 

‏راشد بن حميد الراشدي **

** عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية

 

ما يحدث اليوم وما حدث من أحداث كان سبب صيتها شخصيات تسعى للشهرة المُطلقة وسط تصديق تلك الشخصيات لنفسها بأنها أصبحت مشهورة وأنها علم على رأسه نارُ.

قديمًا قالوا "لا تهرف بما لا تعرف" وهم في كل وادٍ يهيمون، وقد اعتمدوا أنفسهم وكلاء على الناس في أمور حياتهم وتصرفاتهم، فما يحدث منهم من أفعال ودعايات ومعلومات مغلوطة يجب محاسبتهم عليها.

دعوة هذه الشخصيات المشهورة بصراخها ومحتواها الضعيف من قبل العديد من المؤسسات وإعطائهم المعلومات لتسويقها والحديث عن إنجازاتهم أو مشاركتهم في الأحداث المحلية والخارجية وإنجرار الناس نحو محتواهم الفاشل، ساهم في كثير من الأحيان في تلقي الناس معلومات خاطئة كلفتهم الكثير من الجهد والمال، إضافة إلى إطلاقهم شائعات لم تتحقق في أمور الناس وحياتهم العامة، وتشويه العادات والتقاليد والأخلاق العمانية في ظل كثرة المتسلقين على جدار الشهرة الزائلة.

إنني ومن كل ذلك والحديث يطول والأمثلة واضحة للعيان، أناشد جهات الاختصاص ضرورة إصدار التشريعات والقوانين المنظمة والرادعة لكل أبطال الشهرة الزائفة في وسائل التواصل الاجتماعي جميعها، وما يُبث عن طريقهم من مقاطع وبرامج، مع توجيه أولئك نحو إنتاج محتوى راقٍ يرقى بالأخلاق ويتماشى مع السمت العماني الأصيل، ويكون ذا مصداقية للمتلقي من داخل وخارج السلطنة.

إن شهرة الفقاعات ستختفي يومًا من الأيام مع وجود قوانين منظمة تردع بعض من يبث محتوى ضعيفاً أو شائعات وإيجاد مواقع وقنوات وبوابات تواصل صادقة المحتوى والخبر، كما يجب على المتلقي أن يكون ذا ثقافة عالية بتلقيه كل أنواع المحتويات، وأن يبتعد عن سفاسف الحديث وتوافهه التي غصَّت بها اليوم مواقع التواصل وبرامجه.

إنَّ العالم بأكمله يتطور في كل ثانية وتتطور معه آليات التواصل ونشر الخبر، والتي نأمل أن نسخّرها في خير ومصلحة الأوطان، نحو غدٍ مشرق سعيد، فكفانا من شهرة الفقاعات التافهة في زمن المحن والأزمات.

عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية